‎الشيخ الزنداني الناصح حيا و الواعظ راحلا !

‎الشيخ الزنداني الناصح حيا و الواعظ راحلا !

‎الشيخ الزنداني الناصح حيا و الواعظ راحلا ! السبت 27 أبريل 2024 10:05 م تصور أن أسفه السفهاء، و أقبح المقذعين سبا و شتما، وقفوا على شاطئ البحر الزاخر، يتبارون في شتمه، و يتنافسون في سبه، بكل ما يمتلكون من مفردات، و ألفاظ قاموس البــــذاءة، و البذاذة و الدناءة ؛ فهل ستتوقف أمواج البحر و حركته؟ هل سيجف ماؤه؟ هل سيتغير لونه؟ هل ستهجره أسماكه؟ هل ستتغير زرقته، وجمال شواطئه؟    هل يتصور - حتى- معتوه أن يتوقف البحر ليسمع شتائم هذا أو سباب ذاك، و أولئك؟  أبدا.

    للبحر رسالة، أودعها الله فيه للحياة، كل الحياة، و لذلك هو لا يلتفت لغير رسالته، و أداء مهمته، فيما يكون السب و الشتم، و كأنما هو نأمة في واد، أو نفخة في رماد، فالزبد يذهب جفاء و ما ينفع الناس هو ما يمكث في الأرض.

    عبر تاريخ الإنسانية لم يسلم الرسل و الانبياء، و من بعدهم كل المصلحين، و العلــماء و الكــبراء ؛ علما و فكـرا و سياسة، و أدبا.

.

الخ.

لم يسلموا - أبدا- من السخرية، و الاستهزاء، و من السب و غيره.

    و من هنا فالراحل الجليل الشيخ عبد المجيد الزنداني شانه شأن كل العظـماء عبر التاريخ الذين كان لهم أثرهم، و تأثيرهم، و لهم المكانة الراسخة،و الحب الكبير في قلوب الناس، و من الطبيعي جدا أن يكون له أيضا من يخاصمه أو يعاديه.

    الشيخ عبد المجيد رحمه الله، لم تكن شهرته، و لا مكانته محصورة في بيئة محدودة، و لا في محافظة معينة، و لا في وطنه فحسب، و لكنها شهرة تجاوزت الوطن، و تعدت وطنه العربي، إلى العالم الإسلامي كله، و خارج العالم الإسلامي.

    و أن تتناوله صحيفة هنا، أو قناة فضائية هناك، أو موقع، او مواقع إعلامية هنالك؛ فهي- جميعها- قد انقلبت إلى محفزات تستنهض كل محبيه من مختلف الشرائح، و من مختلف الأنحاء الجغرافية،بل و استنهضت المنصفين من اتجاهات عدة.

    الشمس لا يحجبها الدخان و لا الغبار، و البحر لا تعكره أحجار يلقيها الصغار، و ضياء الفكر و العلم ، و المواقف؛ لا تحبس أثره، و نوره، تقارير مفتراة ، استخبارية،أو إعلامية أو كتابات مختلقة.

    رحم الله الشيخ الجليل عبد المجيد الزنداني الذي كان له أثره و تأثيره الواســـــع في حيــاته؛ يتلقف النــاس مواقفــه، و يتداولون أقواله، كما كان موته مقام إرشاد، و تعليم و تذكير؛ عزز  مكانته، و أكد حسن سيره،و مواقفه على منهجه الذي سلكه في التعايش،و المساواة، و الشورى، و الديمقراطية:        و كانت في حياتك لي عظات       و أنت اليوم أوعظ منك حيـا

اليمن      |      المصدر: الصحوة نت    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.