مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى المبارك

مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى المبارك

ألقى الصراع الداخلي الذي يشهده السودان منذ أكثر من عام بظلاله على العلاقات الخارجية للخرطوم إقليمياً ودولياً، حيث كانت انعكاساته أكثر حدّة على دول الجوار وبخاصة الجارة الغربية تشاد.

كشف الباحث في الشؤون الإفريقية عبد الرحمن غوراني، أن العلاقات السودانية - التشادية قديمة ومتجددة ومتداخلة بدرجة يصعب الانفكاك منها، فهناك 28 إثنية تتداخل على الحدود بين الدولتين، بالإضافة لصلات القرابة والثقافة التي تجمع سكان البلدين، وهذا ما جعل من تدخل السودان بشؤون تشاد أمر شبه اعتيادي وأحيانا العكس صحيح.

بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية التي تجري في تشاد، والتي سوف تُعلن نتائجها في 21 مايو المقبل تداولت بعض وسائل الاعلام معلومات وتقارير نقلاً عن مصادر قبلية وعسكرية تشادية حول اتصالات جرت بين المخابرات العسكرية السودانية وبعض ضباط الجيش التشادي، برعاية وإشراف من قائد الجيش رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.

وبحسب المصادر فإن المعلومات تشير إلى أن هذه الاتصالات جرت بهدف التحضير للانقلاب على الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، خلال فترة الانتخابات الحالية، بسبب دعمه لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني حسب ما ذكر المصدر.

وأشارت المصادر إلى أن الاستخبارات العسكرية السودانية، قد تواصلت مع عدد من الضباط في الجيش وقوات الأمن التشادية، ورجحت أن يكون رئيس المديرية العامة للأمن حالياً، ورئيس الاستخبارات العسكرية سابقاً أحد هؤلاء الضباط، كونه مقرّب من الرئيس محمد ديبي، كما كان مقرباً أيضاً من إدريس ديبي وخاصة بفترة التمرد على نظام حبري.

وقال الباحث في الشؤون السياسية لوسط وشمال إفريقيا الدكتور خالد المصري، إن تدخل الجيش السوداني أمر وارد جداً والعكس كذلك، فهذا أمر شبه اعتيادي بين البلدين الجارين تاريخياً، فالبرهان لن يتوانى لحظة عن نسف نظام الرئيس ديبي في حال شعر بتدخل تشاد سلباً بالصراع الجاري في السودان.

وتابع الباحث، بأن هذه ليست المرة الأولى التي تحدث إشكالات بين الجانبين"، فضلاً عن أن كل التغيرات الحكومية التي حدثت في تشاد انطلقت من السودان، كما أن جبهة تحرير تشاد التي قادت التغير أنشئت عام 1986 بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور".

ووفقا للمصادر فإنه وعلى الرغم من أن الاتصالات بين العسكريين السودانيين والتشاديين، تسير بشكل منظم وعلى نحو منسق، إلا أن الرئيس التشادي محمد ديبي تقرب بشكل جيد من الروس في الفترة الماضية، لذا فمن المتوقع أن يكون نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف خلال لقائه الأخير مع عبد الفتاح البرهان، قد أوصى بعدم اتخاذ أي إجراء ضد حكم ديبي أو تجاه الوضع في تشاد بشكل عام.

خلفيات الأزمة ومبادرات للتهدئةعاد التوتر في العلاقات بين البلدين الجارين بعد بداية الحرب في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي بدأ باتهام السودان لتشاد بتزويد قوات "الدعم السريع" بالأسلحة، ما فتح الباب أمام تصعيد دبلوماسي كبير بين البلدين، تمثّل باعتبار تشاد تلك الاتهامات أمراً عدائياً غير مقبول، وطردها دبلوماسيّ السودان، بسبب ما اعتبرتها تصريحات خطيرة ولا أساس لها.

رفض السودان حينها طلباً تشادياً بالاعتذار عن تلك التصريحات، مؤكداً أنه لم يكن هو المبادر بالتصعيد الدبلوماسي وإبعاد الدبلوماسيين.

وفي السياق ذاته، نفى وزير خارجية تشاد محمد صالح النظيف في تصريح صحفي في بداية شهر مايو الجاري، الاتهامات الموجهة لبلاده بمساندة قوات الدعم السريع في السودان، وقال النظيف "نتحدى أي مسؤول سوداني يثبت تورطنا في الاقتتال بين الجيش والدعم السريع".

وأكد النظيف أن بلاده لا تؤمن بالحل العسكري للأزمة في السودان وأنه يجب جلوس طرفي القتال للحوار.

وبحسب خبراء ومراقبين فإن لدى قيادة الجيش السوداني وعلى رأسه البرهان قناعة بتدخل تشاد بالصراع لذا قرر البرهان بالرد على الرئيس ديبي، على الرغم من أن تشاد هي أول من استقبل اللاجئين السودانيين بخاصة من ولاية غرب دارفور في الأزمة الأخيرة، والرئيس التشادي الحالي هو الوحيد الذي قام بزيارة معسكرات اللاجئين السودانيين في منطقة إدري داخل حدود بلاده.

كما أن أول من سعى للحل السلمي للأزمة السودانية في دارفور عند ظهورها علناً إلى السطح، كان الرئيس الراحل ديبي الأب، في اتفاقية أبريل 2004 لوقف إطلاق النار للأغراض الإنسانية.

مصر      |      المصدر: بوابة الأسبوع    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.