"هيئة المحامين" بمعرض الكتاب لأول مرة

احتاج الأمر 28 دورة سابقة، قبل أن تأتي الدورة الـ29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط (من 9 ماي إلى 19 ماي) حتى تدخل “مهنة المحاماة” غمار “المهمّة الحضارية”، التي يؤديها هذا الملتقى الثقافي لفائدة البلد وضيوفه.

وفي سياق تعرف فيه مهنة المحاماة “تصدّعا قاسيّا” في تصور المغاربة لها، اختارت هيئة المحامين بالرباط، من خلال رواقها الموجود لأول مرة، لحضورها شعارا تعريفيا جديدا يتكلّم مع الزوار في مقولة مقتضبة: “المحاماة أخلاق، استقلال وحصانة في خدمة العدالة”.

كما تفصح أنها تهدف من وراء هذه المشاركة إلى لفت الانتباه لأهم القضايا التي تستدعي اهتمام الدفاع؛ في انفتاح وتفاعل وإصغاء لمختلف الفاعلين في المجال الحقوقي والسياسي والإعلامي والثقافي.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} “ضرورة الانفتاح” يعدّ السياق الذي توجد فيه هذه المهنة القانونية اليوم “خاصّا”.

ولذلك، وصف نقيب هيئة المحامين عزيز رويبح، في تصريح لهسبريس خلال فعالية افتتاح الرواق، اللحظة بـ”التاريخية”، التي “تحاكي رهانا يمتدّ لثلاثة محاور أساسية، أبرزها أننا نريد هيئة ومحاماة منفتحة على محيطه، متفاعلة معه بكل تلاوينه وبكل تعبيراته السياسية والحقوقية والفكرية والثقافية”، بتعبيره.

وضمن هذه الرهانات، كما يعرضها النقيب، توجد إرادة الهيئة لتقريب “تاريخ هيئة المحامين بالرباط من الزوار ومن عموم المواطنين؛ نريد أن نقول بأننا في هيئة المحامين بالرباط نعتبر التخليق من أولى الأولويات.

وما دمنا نتحدث عن التخليق في هذا الرواق، فإننا ركزنا على شعارات محددة، شعارات مرتبطة بالقضايا الأساسية للمهنة، بما فيها الحصانة والاستقلالية وتخليق وكل ما هو مرتبط بجوهر مهنة المحاماة”.

وكشف المتحدث أن الرواق لا يتردد في إشعار الناس بأن المحامين منفتحون في كل ما يخدم العدالة وقيمها النبيلة في هذا البلد؛ ويريد أن يؤكد للزوار والمواطنين والمتتبعين بأن المحاماة والعدالة شأن مجتمعي بامتياز.

.

وما دامت كذلك، فالانفتاح والإصغاء والتفاعل ضروري وأساسي لتطوير منظومة العدالة في بلدنا”، وزاد: “الارتقاء بالمهنة اليوم ممكن في ظل الشروط المواتية، لاسيما الدينامية التي يعرفها إصلاح القضاء”.

وختم النقيب تصريحه قائلاً: هذا أول رواق بالمعرض الدولي للكتاب تخصصه هيئة المحامين بالرباط لنفسها، وسيكون لبنة أساسية في تطويره في المستقبل”، معبّرا عن “فخره بهذه المبادرة، التي غايتها وضع مهنة المحاماة وهيئة المحامين بالرباط في قلب الأحداث الوطنية بمختلف اتجاهاتها بما فيها الاتجاه الفكري؛ الكتاب يعنينا جميعا.

لا محاماة بدون كتاب، ولا قضاء بدون كتاب.

.

الكتاب هو رمز المعرفة، والمحامي ينبغي أن يمتلك المعرفة بكل ألوانها وبكل أبعادها”.

مهنة ابنة مجتمعها النقيب الحسين الزياني، رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، اعتبر أن وجود الهيئة والجمعية في الملتقى “مهم”، لكونه يندرج في مسار الانفتاح، عادّا “الخطوة أساسية ضمن حركة ثقافية واسعة”، وأضاف: “نسعى من خلال هذا المعرض إلى التعريف أكثر بمهنة المحاماة وأدوارها وتاريخها.

وما نراه الآن هو جزء يسير من الكل، لذلك فنحن سعداء جدا بهذا المعرض الذي طبعا نوليه أهمية كبيرة”.

وتفاعلاً مع سؤال لهسبريس حول السياق الخاص الذي يأتي فيه الرواق بعد جدل حاد رافق الأفواج الجديدة من مهنة المحامين، شدد الزياني على أن المعرض يعدّ فرصة لتصحيح الكثير من التصورات، مسجلا أن مهنة المحاماة ابنة مجتمعها؛ ومن ثمّ، هي كغيرها من القطاعات تمر بظروف وسياقات متنوعة ومختلفة، فهي تؤثر وتتأثر”، مشيرا إلى “أهمية دور المعرض في عرض ما يمكن عرضه من أفكار تصحيحية ومعطيات تاريخية حول المهنة”.

وتابع قائلا: “المحطة كما قلت هي محطة للانفتاح والتعريف بمهنة تحظى شعبية كبيرة؛ بيد أنه يتعين بسط وذكر على الأقل جزء من تاريخها، بوصفها صمام الأمان بالنسبة للمجتمعات.

إشعاعها في جميع المجتمعات يرجع إلى رعايتها وحمايتها للحقوق والحريات، وإلى إسهاماتها الكبيرة لبناء دولة الحق والقانون.

فيشهد التاريخ أن المحاميات والمحامين رسموا التاريخ لفائدة الصالح العام ولخدمة المهنة وخدمة الإنسانية وخدمة الوطن”، على حد قوله.

ويحتضن برنامج رواق هيئة المحامين تنظيم لقاءات وندوات موضوعاتية وقراءات في مؤلفات حقوقية قانونية وأدبية، سعيا إلى “إثارة النقاش وتبادل الرؤى حول قضايا حقوقية وقانونية راهنة، أفرزها التطور المضطرد الذي شمل الترسانة المؤسساتية والتشريعية الوطنية، بما يسهم في تحقيق شروط الملاءمة مع أحكام الدستور ومقتضيات الاتفاقيات الدولية ذات الصلة”، وفق برنامج الهيئة في المعرض.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 1 أسابيع | 3 قراءة)
.