بنجلون: سياسة المكتبات غائبة بالمغرب و"غباء حماس" جرّ "الإجرام الإسرائيلي"

قال الأديب المغربي الفرنسي الطاهر بنجلون إنه يهتم بالكتابة للأطفال حول الفلسفة والفنون والعنصرية والأشجار؛ لأن “الأطفال جمهور يَهمني لأنه يسمع ويتعلم.

أما الراشدون فيكون الوقت قد مرّ؛ لأن العنصري في خمسين سنة عنصري، وسيبقى يكره المسلمين والعرب”، مع أخذ ضرورة “الصبر في الحديث مع الأطفال وإعطائهم الوقت” بعين الاعتبار.

جاء هذا التصريح في أول أيام المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، في دورته الـ29 المنطلقة اليوم الجمعة، حيث تذكر بنجلون عند الحديث حول أحدث كتاباته بالفرنسية بعنوان “الأشجار محكية للأطفال” “أستاذا طلب مني غرس شجرة بطنجة، وهي ذكرى قديمة، وخرجة مدرسية مفرحة ظلت في ذاكرتي، وقد استثمرت عملي الآخر كتشكيلي لإنجاز صورة الغلاف”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} واسترسل بنجلون متحدثا عن الأشجار: “إذا انزاحت عن استقامتها فهي غير سعيدة وتحتاج العناية بها، وعندما تكبر تمد أغصانها وتتوقف عندما تجد أغصان الآخرين، والماء ينتقل عبر الجذور للشجرة فيما يشبه اتصالا إلكترونيا يمد بالحياة، والأشجار في تواصل مع بعضها والطبيعة والإنسان”.

وتأسّف الأديب المغربي الفرنسي لكون بعض الأشجار “تكبر معاقة، دون غابة؛ لأنها تحتاج بعضها للتشارك في الأوكسجين وغير ذلك”.

كما أن الشجرة تدمى وتراق روحها “لمّا تُجرح”، قبل أن يتمنى “أن نكون مثل الأشجار فهي لا تقوم بالحروب، والحيوانات لا تجتمع من أجل صنع القنابل لتقتل أكبر عدد ممكن من الحيوانات”.

وجوابا عن سؤال “كيفية دفع المغاربة إلى محبة الحيوانات”، قال عضو أكاديمية “غونكور” الأدبية الفرنسية البارزة: “لنجعل المغاربة يحبون الحيوانات علينا أن نستيقظ باكرا، فليست لنا عادة حضور الحيوانات المدجنة في المنازل إلا باستثناءات، ولنا عادات غير جيدة مع القطط والكلاب باستثناء العصافير؛ لكننا نحرمها من حريتنا”.

ثم استرسل قائلا: “الآن الطبيعة غاضبة من الإنسان وتهاجمه عبر أمور مريعة من بينها الزلازل، ويجب احترام ومحبة وحماية الطبيعة في العالم؛ فالإنسان دمر التنوع الطبيعي والطبيعة تنتقم”.

وحول وضع الكتاب في المملكة، ذكر الطاهر بنجلون الذي يكتب باللغة الفرنسية ويترجم لها أن “المغربي لا يشتري الكتاب، ويوجد عدد قليل من القراء بالمغرب (…) وتباع كتب لا تهم المغرب (…) لا توجد سياسة مكتبات، والموزعون لا يقومون بعملهم وأنا غاضب لأنهم لا يعملون لحضور الكتاب الملموس، ولا يشاركون في تشجيع القراءة”.

وردا على انتقادات طالت “المعجم المحب للمغرب”، قال كاتبه: “لا أدعي في المعجم الحديث عن كل ما يعني المغرب؛ بل هو ذاتي يخصني”، وقدم أمثلة من بينها: “الخبز مقدس، نقبّله ونجنبه الأرض في الشارع، وقد قال لي سلمان رشدي إنه كان يعامل في طفولته الخبز بنفس الطريقة بمومباي.

الخبز رمز الحياة”.

وحول ابن خلدون تونسي المولد، الذي سبق أن قطن فاس، ووروده ضمن المعجم المغربي، أورد: “لا يمكن أن نحتكر ابن خلدون.

علم الاجتماع ولد في إفريقيا الشمالية معه، بالتفكير في علاقة المناخ والجغرافيا والسياسة، كما أنه ملاحظ للشعوب، ولو أنه يقول أمورا غير جيدة عن العرب، إلا أن هذا تاريخ، لكنه جزء من تراثنا، وأتمنى دراسته بمؤسساتنا المدرسية”.

وزاد: “جاد المالح مغربي وليس فرنسيا (…) كل فقراته الهزلية (الكوميدية) من يوميّه البيضاوي بذكاء رائع، ويعرف كيف يسائل نفسه، ويبحث في كتابه”.

ومن بين ما تطرق له معجم بنجلون مشاكل اجتماعية من قبيل “التسول”؛ قائلا: “في الأردن مثلا لا يوجد متسولون، وهي دولة ليست غنية، لكنهم يدرّسون أن هذا عيب.

أما نحن فلدينا مئات آلاف المتسولين منهم فقراء مزوَّرون، ونساء مع أطفال يعرضونهم للتلوث، وأنذال يرسلون أطفالهم مع هؤلاء، ولا يكفي توقيفهم، بل ينبغي تعليمهم، كما أنه يوجد متسولون حقيقيون وينبغي للمجتمع الجواب على هذا”.

وتشبّث الطاهر بنجلون بمغربية “تندوف” التي “لما وجد كولونيل فرنسي الحديد فيها، وعندما كانت الجزائر فرنسية أدخلوها في التراب الجزائري”، قبل أن يتطرّق لـ”عدم الوفاء بالتزامات الحكومة المؤقتة التي اعترفت بمغربيتها، قبل أن ينكر مسؤولو الجزائر إثر الاستقلال ذلك، وتقع حرب الرمال بين جارين (…) بسبب جار غير جيد”.

أما سبتة ومليلية المحتلتان، فقال الأديب المغربي الفرنسي إن “الوضع أكثر تعقيدا لأنهما إسبانيتان منذ خمسة قرون، ووضعهما مختلف عن الصحراء المغربية وتندوف (…) وستعودان إلى المغرب عندما يعود جبل طارق إلى إسبانيا، كما سبق أن قال الحسن الثاني”.

وبالنسبة لإدموند عمران المالح؛ قال المتدخل: “عشنا لحظات صداقة كبيرة، وكان يهوديا مغربيا محبا جدا للمغرب، وكان يعتبر كل ما يأتي من المغرب جيدا (…) وكان محاطا بأصدقاء شباب يحبونه، وكان ساردا كبيرا، وطباخا ممتازا، وكان الطبخ عنده وسيلة لتغذية الصداقة”.

وحول اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، قال بنجلون “أدعم الملك”، ثم أجاب عن سؤال لاحق حول مقاله المثير للجدل حول “7 أكتوبر 2023″؛ “ما يقع في غزة جريمة ضد الإنسانية، تنظم علميا وتنفذ من مجرمي حرب ومناهضين إسرائيليين للسلام؛ وسيكون لها أثر سيء جدا، وجيل سينتقم، وهي جرائم حرب نددت بها الأمم المتحدة، لكي يستمر الإمداد بالأسلحة في ظل صمت سعودي وتعاون مصري مع إسرائيل في مسألة معبر رفح”.

ثم استدرك قائلا: “نددت بحماس والواقع معي؛ فهي تهاجم إسرائيل دون تفكير بالنتائج.

هل نحن قادرون على التضحية بـ40 ألف إنسان؟ ويعرفون أنه ‘إذا كنتي سبع كلني وإذا ما كنتيش سبع ما تاكلنيش’ لكنهم ضحوا بالفلسطينيين، ومن المدنيين من فقدوا عائلات بأكملها، وهذه ليست السياسة بل الغباء؛ فجرائم إسرائيل أمر واقع، لكنها نتيجة لما قامت به “حماس””.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 1 أسابيع | 2 قراءة)
.