هكذا صنع "تنظيم القاعدة" تحالفاته مع الحوثيين في حرب اليمن

هكذا صنع "تنظيم القاعدة" تحالفاته مع الحوثيين في حرب اليمن الجمعة 17 سبتمبر-أيلول 2021 الساعة 07 مساءً / مارب برس - يمن شباب - ترجمة أبوبكر الفقيه عدد القراءات 2903   خلال العقدين الماضيين شكلت شظايا القاعدة المختلفة في جزيرة العرب تحالفات مختلفة في أوقات مختلفة، هذه المد والجزر يتدفق وفقًا للظروف، بحيث يمكن أن تصبح الشراكات المتناقضة على ما يبدو منطقية، فمن الممكن على سبيل المثال، أن تتعاون أجزاء من القاعدة في شبه الجزيرة العربية مع فصائل معينة من الحوثيين عندما تملي الظروف ذلك.

 وفي دراسة مطولة لمركز مكافحة الإرهاب «CTC» الأمريكي للباحثة إليزابيث كيندل قالت فيها "أن القاعدة تعاونت مع الحوثيين على الرغم من أنها قد بنت سمعتها العامة على محاربتهم حيث تصنفهم على أنهم كفار شيعة، مؤكدة في بعض الأحيان على تعاونهم مع إيران ومع الولايات المتحدة في أخرى".

  علاقة تأريخية  هناك سابقة تاريخية على انتهاج كلا الجانبين لمثل هذه البراغماتية تعود علاقة القاعدة بالحوثيين إلى التسعينيات، وفق الدراسة الأمريكية.

  وكشف محضر استجواب عام 2010 مع إبراهيم البنا، الذي يشغل الآن منصب مدير أمن القاعدة في شبه الجزيرة العربية، أن البنا وهو ناشط بارز في حركة الجهاد الإسلامي في مصر في الثمانينيات، انتقل إلى اليمن في أوائل التسعينيات لبناء شبكته الجهادية المتشددة هناك.

  وقال البنا "لقد أنشأنا شبكة علاقات جيدة مع شيوخ القبائل البدوية وخاصة الحوثيين، كنا نبيعهم أسلحة ونطلب مساعدتهم في ترتيب إيواء أعضاء الجماعة [الجهاد الإسلامي المصري] ومن ثم تنظيم [القاعدة]، حتى وقت قريب في المملكة العربية السعودية".

 وكشف البنا أيضا أنه عندما أصبح ناصر الوحيشي قائدا للقاعدة في اليمن بعد الهروب من السجن عام 2006، قام محمد عمير العولقي - الذي سبق الوحيشي كقائد بحسب البنا - بتدعيم علاقات القاعدة مع الحوثيين.

  لكن بشكل ملحوظ، رفض البنا على وجه التحديد اقتراح أي تعاون ميداني بين القاعدة والحوثيين، حيث يتم تصوير العلاقة على أنها علاقة تعاون براغماتي (واقعي) بحت.

  خطوط إتصال مستمرة  ومن الواضح أن خطوط الاتصال بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ما تزال موجودة، لأنهم نجحوا في إجراء عمليات تبادل للأسرى مؤخراً، وقد تكون هذه العلاقة مفيدة في صيف 2020 عندما اجتاح الحوثيون البيضاء في عملية مكافحة الإرهاب التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة.

 " لا شك في أن الحوثيين صمموا العملية جزئياً لتحسين موقفهم التفاوضي قبل محادثات السلام المتوقعة من خلال تقديم أنفسهم كشريك موثوق في مكافحة الإرهاب مع توفير غطاء لطموحاتهم التوسعية" بحسب وصف الدراسة.

  على السطح بدت عملية الحوثيين لعام 2020 ناجحة، حيث تأثر كل من داعش والقاعدة في جزيرة العرب على حد سواء، واختفت داعش على الرغم من أن هذا كان على الأرجح من خلال مزيج من القتل الواضح والتفكيك السري.

  فقد أفادت بعض المصادر المحلية، أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية توصلت إلى اتفاق مع الحوثيين للتراجع، سيكون من مصلحة الحوثيين منح القاعدة مرورا آمنا باتجاه الجنوب حيث سيركزون على بذر الشقاق داخل الصف المناهض الحوثيين، أي الجانب المدعوم سعوديا وكذلك المدعوم اماراتيا.

 بافتراض أن البنا لا يزال طليقًا، بصفته مدير أمن القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتمتعه بعلاقات مع الحوثيين تمتد لما يقرب من ثلاثة عقود، فإنه سيكون في وضع جيد لإبرام الصفقات اللازمة لضمان بقاء القاعدة في جزيرة العرب.

  من المحتمل أن يكون تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الضعيف والمتشرذم، قاسما مشتركا مع الميليشيات السائدة التي تشاركه العداء تجاه الانفصاليين الجنوبيين، ومع ذلك من الحكمة توخي الحذر قبل القفز إلى استنتاجات واضحة، بحسب الدراسة.

 وترى "أن هناك العديد من الفصائل داخل جميع الأطراف المتحاربة الرئيسية، داخل اليمن وخارجه، يسعدهم التصرف كمفسدين في الجنوب، وإيقاف السلام، وإدامة اقتصاد الحرب، وإذكاء التوترات داخل التحالف، وكذا رؤية اتفاق الرياض لعام 2019 ينهار".

إقراء أيضاً الأكثر قراءة

اليمن      |      المصدر: مأرب برس    (منذ: 3 سنوات | 29 قراءة)
.