تسرب غاز نورد ستريم.. الاتحاد الأوروبي يهدد برد قوي وروسيا تنفي تورطها

هدد الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، برد قوي على ما وصفه بتخريب متعمد لخطي أنابيب "نورد ستريم" لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر بحر البلطيق، في حين نفت موسكو تورطها وعرضت القيام بإجراء تحقيق مشترك.

فقد قال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيف بوريل في بيان باسم الدول الـ 27 الأعضاء "أي عبث متعمد بمنشآت الطاقة الأوروبية غير مقبول بتاتا وسيُقابل برد قوي وموحد".

وأضاف بوريل أن كل المعلومات المتوفرة تشير إلى أن تسرب الغاز من خطي الأنابيب نورد ستريم-1 و2 في بحر البلطيق ناجم عن عمل متعمد.

من جهته، أعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال اليوم عن قلقه البالغ إزاء الضرر الذي لحق بخطي نورد ستريم.

وقال ميشال إن كل المعلومات تشير إلى أن الحادث مفتعل، وإن المسؤولين عن تخريب الخط سيتحملون المسؤولية وسيدفعون الثمن، مشيرا إلى أن جهود الاتحاد الأوروبي لتنويع مصادر الطاقة بعيدا عن الغاز الروسي متواصلة.

بدوره، أكد وزير الخارجية الدانماركي يبي كوفود أن أي تخريب للبنية التحتية للطاقة الأوروبية سيقابل برد قوي ومنسق.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيسة وزراء الدانمارك مته فريدريكسن أعلنتا أمس أن عمليات تسرب الغاز -التي رُصدت في خطي أنابيب نورد ستريم- نتيجة فعل تخريبي.

ووقع التسرب إلى الشمال الشرقي من جزيرة بورنهولم الدانماركية، وكان كبيرا حيث بلغ قطره كيلومترا واحدا.

وجاء هذا التطور في خضم خلاف محتدم بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بشأن الحرب في أوكرانيا، وأشعل الخلاف أزمة طاقة في أوروبا التي تعتمد إلى حد كبير على الغاز الروسي.

تحقيقات مشتركة وتجري تحقيقات، بمشاركة الدانمارك والسويد وألمانيا، لتحديد سبب ما يعتقد أنها انفجارات وقعت في خطي نورد ستريم تحت مياه البلطيق.

وفي السياق، ذكرت محطات رصد زلزالي دانماركية أن الاهتزازات التي سجلت الاثنين الماضي تشبه تلك الناجمة عن انفجارات أكثر منها زلازل.

وقالت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي إن بلادها لا تعتبر الحادث هجوما يستهدفها لأنه وقع خارج مياهها الإقليمية، وأضافت أنه لا يمكن تخمين هوية من يقف وراء الحادثة، مشيرة إلى أن نظيرها الأميركي أنتوني بلينكن وعدها بالدعم لاكتشاف ملابسات ما حدث.

من جانبه، قال بلينكن إن تسرب الغاز من خطي نورد ستريم لن يخدم أي جهة إذا ثبت أنه ناجم عن هجوم أو تخريب، مضيفا أنه لن يكون للتسرب أي تأثير على مرونة الطاقة في القارة الأوروبية.

كما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) ينس ستولتنبرغ اليوم إن تسرب الغاز كان بسبب عمل تخريبي، مضيفا أنه ناقش حماية البنية التحتية الحيوية في بلدان الحلف مع وزير الدفاع الدانماركي.

وفي النرويج، أعلن وزير الطاقة اليوم رفع مستوى الاستعداد الأمني في جميع المنشآت النفطية بعد التسرب الأخير للغاز من الأنابيب الناقلة للغاز الروسي تحت بحر البلطيق.

روسيا تنفي في روسيا، قال الكرملين اليوم إن الافتراضات بشأن التورط في حادث نورد ستريم "متوقعة وغبية وسخيفة".

وأضاف أن روسيا مصرة على المشاركة في التحقيق في الحادث، وأنها تنتظر من الدانمارك والسويد معلومات إضافية بشأن ما جرى وقبل ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن ما وقع في خطي الأنابيب غير مسبوق ويتطلب التحقيق، مضيفا أنه لا يمكن استبعاد أي فرضية بشأن تضرر خطي الأنابيب بما فيها العمل التخريبي.

بدورها، طالبت الخارجية الروسية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالكشف عما إذا كانت واشنطن تقف وراء تسرب الغاز، وقالت إن موسكو مستعدة للنظر في طلبات دول الاتحاد الأوروبي، بشأن تحقيق مشترك في الحادث.

وتأتي التصريحات الروسية بعد أن أدلى مسؤولون في بولندا وأوكرانيا بتصريحات يشيرون فيها إلى تورط محتمل لموسكو في تخريب خطي نورد ستريم.

وفي حين رجحت الخارجية البولندية أن ما جرى قد يكون عملا استفزازيا من جانب موسكو، قال مارسين برزيداتش نائب وزير الخارجية "روسيا تنتهج على الدوام سياسة عدوانية" مؤكدا أنه لا يمكن استبعاد قيام موسكو بأي استفزازات من هذا القبيل.

بدوره، اعتبر رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي أن تسرب الغاز من خطي نورد ستريم عمل تخريبي قد يكون مؤشرا على مرحلة جديدة من تصعيد الوضع في أوكرانيا.

في نفس الإطار، اتهم ميخائيل بودالياك (مستشار رئيس مكتب الرئيس الأوكراني) روسيا بتنفيذ هجوم أدى إلى تسرب واسع النطاق للغاز من خطي نورد ستريم.

وقال بودالياك -في تغريدة على تويتر- إن أفضل رد على ذلك يجب أن يكون تزويد أوكرانيا بالدبابات لا سيما الألمانية.

ومن جانب آخر، ذكرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية أن المخابرات الأميركية حذرت الحكومة الألمانية من هجمات مخطط لها على أنابيب نورد ستريم في بحر البلطيق.

الوكالات      |      المصدر: الجزيرة    (منذ: 2 سنوات | 32 قراءة)
.