«قتل الحنش» و«أذون أذون» و«ثواب».. عادات عمانية في رمضان

تتنوع العادات الرمضانية من محافظة عمانية إلى أخرى، لكنها جميعًا تسعى إلى تعزيز الترابط الاجتماعي وتعزيز المودة والتكافل بين أفراد المجتمع.

بعض هذه العادات ما زالت متماشية مع الزمن، في حين اختفت أخرى وتذكرها الأجيال السابقة.

من بين هذه العادات الرمضانية، تبرز “أذون.

.

أذون” و”ثواب” كعادتين معروفتين في محافظة جنوب الشرقية، في حين يتردد دعاء “الوداع الوداع يا رمضان” بعد صلاة التراويح في المحافظات الشمالية في أواخر الشهر الفضيل.

ويتميز سكان ولاية صور بعادة “ثواب”، حيث يقومون بتوزيع جزء من وجبة العشاء في شهر رمضان إلى أقاربهم وجيرانهم، خاصة الأسر الفقيرة، بهدف تعزيز الروابط الاجتماعية والتكافل.

يبرز هنا أيضًا دور الأسر الغنية في تقديم المساعدة والتضامن مع الفقراء من خلال هذه العادة.

وتشمل العادات الأخرى في ولاية صور عادة “وأذون.

.

وأذون” حيث يقوم الأطفال بتجميع وجبة إفطار كاملة لشخص واحد ويشاركون في توزيعها على الأقارب والجيران، مما يعمل على تعويد الأطفال على العطاء وتعزيز الترابط المجتمعي.

وفي أواخر شهر شعبان، يقوم أهالي صور بعادة “الترحيب برمضان”، حيث يجتمعون في المسجد لإنشاد الأناشيد وتلاوة القرآن الكريم استعدادًا لقدوم شهر الصيام والعبادة.

الاستبشار برمضانوقال سعيد بن خاطر بن سعيد الصلتي: من العادات في وادي بني جابر عند استقبال الشهر الفضيل “الاستبشار” والتي تقام في الأيام الأخيرة من شهر شعبان تردد النساء والفتيات بعض الكلمات، ابتهاجًا واستبشارًا بقدوم الشهر الفضيل مجتمعات أو متفرقات، وعلى شكل غناء، والكلمات هي: رحب رحب يا رمضان، شهر العبادة وشهر الصيام، فيك القسمة للنسوان، وهكذا يتبادلن الشلة بينهن، وهذا ما حفظناه وعايشناه في تلك الأيام، وتستمر هذه العادة حتى دخول الشهر الفضيل.

وأضاف: إن من العادات الرمضانية “مدفع رمضان” إذ تستخدم هذه العادة كطريقة للإعلان عن موعد دخول شهر رمضان المبارك، وبالتحديد في 29 من شهر شعبان، ويتم تشكيل الفرق من القرى نفسها لتخرج لرؤية هلال شهر رمضان، حيث يتم اختيار مكان مناسب مقابل غروب الشمس ويكونون موجودين في المكان قبل الغروب بساعات أي قبل صلاة العصر أو بعدها ليتأكدوا من الجهة التي تغرب فيها الشمس، وعند رؤية الهلال يطلقون النار ببنادقهم الخاصة إعلانا بدخول الشهر الفضيل، بالإضافة إلى ترقب إطلاق المدفع من حصن بلاد صور (حلة السوق) من قبل الوالي لإعلان رؤية الهلال ليصل النبأ إلى جميع القرى البعيدة والقريبة.

المسحراتيتعد عادة المسحر من العادات الرمضانية التي اختفت من ولاية المصنعة قبل نحو عقد من الزمان مع وفاة آخر مسحراتي بالولاية، حول هذه العادات الرمضانية يقول جعفر بن عبدالله البلوشي، عضو المجلس البلدي السابق بالمصنعة: إن المسحر هو الذي يتحمل مسؤولية إيقاظ الصائمين من النوم لأجل تناول السحور في رمضان، حيث يقرع الطبل ويمر بمناطق عدة مرددا بعض الكلمات “اصح يا نائم سحور سحور سحور.

.

يا نائم الليل سحور” وهذا المسحر كان اسمه مصبح بن طناف الهدابي.

.

وبعدما توفى خلفه في ذلك خلفان بن سالم الرزيقي.

.

ويردد المسحر في أواخر العشر من رمضان مع دقات طبله ذات الكلمات ويضيف إليها “الوداع يا رمضان الوداع يا رمضان” رحمهما الله كان زمنا جميلا عشنا فيه أجواء رمضان الفضيل.

الوداع يا رمضانوقال محمد بن درويش الخصيبي: تتنوع العادات الرمضانية في مختلف المحافظات ومنها عادة توديع رمضان وهي من العادة التي يتلى فيها دعاء وداع رمضان، تقام في الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر رمضان بعد أداء صلاة التراويح مباشرة، ويقرأ فيها أحد الحاضرين دعاء يعرف بوداع رمضان، ويتكون الدعاء من أبيات شعرية تبين فضائل هذا الشهر، وتظهر الحزن على انتهائه، وبعد الانتهاء من قراءة الدعاء يقرأ جميع الحاضرين الفاتحة ثم ينصرفون، وتنتشر هذه العادة في بعض أنحاء سلطنة عمان لا سيما في شمالها.

وأشار إلى أن ما يميز الشهر الفضيل في سلطنة عمان الإكثار من زيارة الأرحام والمرضى ولمة الأصدقاء وكثرة اللقاءات الأسرية مما يعزز الترابط المجتمعي ويزيد من المودة بين الأفراد، وقد ورثنا عن الأجداد عادات أصيلة يجب المحافظة عليها لأنها الحصن الحصين للتماسك المجتمعي.

قتل الحنشومن العادات الرمضانية التي يُحافظ عليها الأجيال في محافظة ظفار ما يسمى “قتل الحنش” وهي لا علاقة لها بقتل الأفاعي، بل هي احتفال سنوي غذائي دسم، يبدأ أواخر شعبان وحتى أول سحور في رمضان، وعن هذه العادة، قالت حنان بنت سالم الشنفرية، عضوة جمعية المرأة العُمانية في صلالة: هي عادة سائدة في محافظة ظفار، تبدأ في الأسبوع الأخير من شهر شعبان لغاية أول يوم من أيام السحور من شهر رمضان المُبارك، وهي عبارة عن احتفال سنوي غذائي دسم تجتمع فيه العوائل والأصدقاء لتناول الوجبات المتنوعة.

حيث يرجع مسمى قتل الحنش لقطع المشاحنات والخلافات بين الأهالي والأصدقاء وتصفية النفوس من أية ضغينة في شهر شعبان، كما لا يوجد طبق رئيسي خلال الاحتفال ويفضل الجميع وجود مختلف الوجبات الدسمة وغالبًا ما يكون التجمع لوجبة العشاء.

صحيفة عمان                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 1 أشهر | 3 قراءة)
.