"فزّاعة في غُرفة سرير" كتاب جديد للخصار

عن منشورات المتوسط، صدر للشاعر المغربي عبد الرحيم الخصار كتاب شعري جديد بعنوان “فزّاعة في غُرفة سرير في حقل”.

والشاعر عبد الرحيم الخصار أديب وكاتب بالصحافة الثقافية العربية، حصل على جائزة بلند الحيدري، وجائزة البحر الأبيض المتوسط للشعر، وجائزة حلمي سالم للشعر العربي، وترجمت نصوصه إلى اللغات الفرنسية والإنجليزية، والألمانية، والسويدية، والإسبانية، والبلغارية، والفارسية.

ومن بين دواوينه الشعرية “أخيرا وصل الشتاء”، و”عودة آدم”، و”القبطان البري”، “العزلة فرد من العائلة”، كما صدرت له رواية “جزيرة البكاء الطويل”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} ومما يقرأ في المجموعة الشعرية الجديدة للخصار “فزّاعة في غُرفة سرير في حقل”: “هذه الكلماتُ تدفعُ بعضَها في اتّجاهِ الهاوية.

وحدَكَ تدحرجُ صخوراً تلوَ صخور.

العيونُ خناجرُ وسكاكينُ.

والزَّمنُ إبرةٌ في كفّ”.

كما يقرأ القارئ: -2- “كأسُ نبيذٍ في اليد.

وفي اليدِ الأخرى خمسون عاماً من القلق.

يرتدي الحُبُّ بذلةَ سموكن وينقرُ بأصابعِهِ على الطَّاولة.

يسيلُ هواءٌ قديمٌ بين مفارقِ الشَّيْب، حيث الذّكرى والدُّخانُ نديمان.

وإذ يعلو صوتُ الموسيقى تَخِزُ قلبَهُ إبرةُ الغرامافون.

في اليدِ ولَّاعةٌ ترتعش.

وفي المنفضةِ حرائقُ لا يُخمِدُها ماء”.

-3 “حَلِّقْ بي إلى القمرِ.

تقولُ أُغنيَّةٌ قديمةٌ لفرانك سيناترا.

بينما حبالٌ من حديدٍ تشدُّ قدمَيَّ إلى الأرض.

البلادُ التي أفردتُ جناحَيَّ لأجلِها أفردتْ لأجلي سرباً من الغربان.

تجلسُ الفاجعةُ أمامي بمعطفِها الشَّتويِّ.

تسمعُ فرانك سيناترا وتُذيبُ الحسرةَ في كأس.

يوجِعُها اللَّيل.

على شفتَيْها ترتعشُ كلمةٌ مبهمة.

ومن عينَيْها تسيلُ دمعتان.

تعبرُ الردهةَ مُترعةً تتهادى.

تدفعُ البابَ وتقفُ تحتَ المصباحِ بمظلَّةٍ مغلقة.

حيث الشِّتاءُ مساميرُ من ماء.

والحنينُ مطرقةٌ وسَنْدَان”.

-4- “في شرفةِ البيتِ تجلسُ على كرسيٍّ مغبرّ.

تنظرُ إلى وعلٍ عالقٍ في زجاجة.

تحكي له عن سنواتٍ نفقتْ، عن رفاقٍ خانوا، عن أُغنيَّةٍ نسيَها الجميع.

فيما هو ينقلُ أحلامَكَ من قرنٍ إلى قرن.

فجأةً تصلُ وعولٌ أخرى، وتتشابكُ القرونُ في يدَيْك.

الأملُ جنديٌّ قديمٌ في يدِهِ عكَّازة.

والحُبُّ عاهرةٌ في الخمسين تلهو بولَّاعتِها.

وتجلسُ وحيدةً في نهايةِ الكونتوار”.

-5- وكتب الخصار إلى مبارك وساط: “قد أتراءى لكَ بمفردِي في الطَّاولة.

غيرَ أني أُنادمُ الموتى.

وإذ أسحبُ يدي من هدأتِها يخرجون تِبَاعَاً من كتاب.

أُصغي إلى فيلسوفٍ خذلتْهُ فكرةٌ قديمةٌ عن الحُبّ، وأمدُّ يدي لأُبعِدَ حبلاً عن عنقِه.

يتململُ نحَّاتٌ على كرسيٍّ بالجوار، ويشكو لي من رُعاشٍ شلَّ يدَيْه.

من خلفِ زجاجِ الواجهةِ يضحكُ شاعرٌ مجنون.

أرفعُ عينَيَّ إلى لوحةٍ معلَّقةٍ قُبَالَتي، فتلوِّحُ لي فتاةٌ في بستان.

أُومئُ لها فتجلسُ أمامي.

فتاةٌ بقبَّعةٍ بيضاءَ وتنُّورةٍ طويلة.

وإذ تفرشُ قصائدَ كتبَتْها عن الحرمان، يسكرُ عازفُ كمانٍ ميّت، ويملأُ طاولتَنا بالدُّموعِ”.

ومما يقرأ في المجموعة أيضا: -6- هذا أنا.

فزّاعةٌ في غُرفة، وسريرٌ في حقل.

أنامُ في مرأبٍ، وأصحو في غابة.

أُخفي في خزانتِي شموساً وعظاماً وطوابعَ بريد.

أُخفي أيضاً بُيوضَ عُقبانٍ وأيَّاماً من خشب.

أُنادمُ الشُّعراءَ الموتى.

أقرأُ كلماتٍ قليلةً، وأكتبُ كلماتٍ أقلّ.

أُشفقُ على الّذين غادرُوا أرحاماً مُتعَبة.

وأُباركُ للموتى موتَهم.

قلبي أيكةٌ تسعُ الجرحى.

ومن عينَيَّ يسيلُ الذَّهب.

أحضنُ العالمَ ولا تخزني أشواكُه.

وحين تتشابكُ الحِرابُ في طريقي أعبرُ فارداً ذراعَيَّ للألم.

ابتسامتي تُشفِي نهراً مريضاً، وتنفضُ الكآبةَ عن مناكبِ اللَّيل.

هذا أنا.

فزَّاعةٌ في غُرفة، وسريرٌ في حقل”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.