هل يجوز الاحتفال بـ شم النسيم؟.. الإفتاء تُجيب

هل يجوز الاحتفال بـ شم النسيم؟.. الإفتاء تُجيب

.

.

يعتبر شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية، وليست طقوس مخالفة للشرع ولا ترتبط بأي معتقد ديني في الثوابت الإسلامية.

ويحتفل المصريون جميعًا في هذا الموسم بحلول فصل الربيع، بالترويح عن النفوس، وصلة الأرحام، وزيارة المنتزهات، وممارسة بعض العادات المصرية القومية، «كتلوين البيض، وأكل السمك».

هل يجوز الاحتفال بشم النسيمهل الاحتفال بشم النسيم حلال أم حرام؟وأعلنت الإفتاء، أن بعض العادات حث عليه الشرع الشريف ورتب عليه الثواب الجزيل، كصلة الأرحام، وبعضها من المباحات التي يثاب الإنسان على النية الصالحة فيها، كالتمتع بالطيبات، والتوسعة على العيال، والاستعانة على العمل بالاستجمام.

وتابعت مستشهدة بالصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه -والي مصر من قِبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه- يخطب المصريين في كل عام ويحضّهم على الخروج للربيع، وذلك في نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع، كما أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر والمغرب"، وابن زولاق في "فضائل مصر وأخبارها"، والدار قطني في «المؤتلف والمختلف».

وأكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن الاحتفال بشم النسيم هو من العادات المصرية التى لا توجد فيها من الطقوس ما يخالف الشرع الشريف ومن المعروف، ومن المقرر أن العادات والأعراف طالما انها لا تخالف الشرع فهى جائزة ولا يلتفت لمن يقول إن هذا الاحتفال له من الجذور والأصول والمحتفلين فى هذا اليوم لا يلتفتون لمثل هذا الكلام.

لماذا سمي هذا اليوم بـ شم النسيم؟والأصل في موسم «شم النسيم» أنه احتفال بدخول الربيع، والاحتفال بالربيع شأن إنساني اجتماعي لا علاقة له بالأديان فقد كان معروفًا عند الأمم القديمة بأسماء مختلفة وإن اتحد المسمَّى، فكما احتفل قدماء المصريين بشم النسيم باسم «عيد شموس» أو «بعث الحياة»، واحتفل البابليون والآشوريون بـ«عيد ذبح الخروف»، واحتفل اليهود «بعيد الفصح» أو «الخروج»، واحتفل الرومان بـ«عيد القمر»، واحتفل الجرمان بـ«عيد إستر»، وهكذا.

ولم يكن من شأن المسلمين أن يتقصدوا مخالفة أعراف الناس في البلدان التي دخلها الإسلام ما دامت لا تخالف الشريعة، وإنما سعوا إلى الجمع بين التعايش والاندماج مع أهل تلك البلاد، مع الحفاظ على الهوية الدينية.

ولَمّا كان الاعتدال الربيعي يوافق صوم المسيحيين، جرت عادة المصريين على أن يكون الاحتفال به فور انتهاء المسيحيين من صومهم، وذلك ترسيخًا لمعنًى مهم، يتلخص في أن هذه المناسبة الاجتماعية إنما تكتمل فرحة الاحتفال بها بروح الجماعة الوطنية الواحدة.

ويعتبر هذا معنى إنساني راقٍ أفرزته التجربة المصرية في التعايش بين أصحاب الأديان والتأكيد على المشترك الاجتماعي الذي يقوي نسيج المجتمع الواحد، وهو لا يتناقض بحال مع الشرع، بل هو ترجمة للحضارة الإسلامية الراقية، وقِيَمِها النبيلة السمحة.

عيد شم النسيمأصل مناسبة «شم النسيم»وأما ما يقال من أن مناسبة «شم النسيم» لها أصولٌ مخالفةٌ للإسلام، فهذا كلامٌ غير صحيح ولا واقع له، إذ لا علاقة لهذه المناسبة بأي مبادئ أو عقائد دينية، لا في أصل الاحتفال ولا في مظاهره ولا في وسائله، وإنما هو محض احتفال وطني قومي بدخول الربيع، رُوعِيَ فيه مشاركة سائر أطياف الوطن، بما يقوي الرابطة الاجتماعية والانتماء الوطني، ويعمم البهجة والفرحة بين أبناء الوطن الواحد، والسلوكيات المحرمة إنما هي فيما قد يحدث في هذه المناسبة أو غيرها من سلوكيات يتجاوز بها أصحابها حدود الشرع أو يخرجون بها عن الآداب العامة.

اقرأ أيضاً

مصر      |      المصدر: بوابة الأسبوع    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.