لاكروا: تسارع محموم للاستيطان في الضفة الغربية

قالت صحيفة "لاكروا" الفرنسية إن سكان قريتي جالود وقريوت بالضفة الغربية المحتلة، المحاطتين بالمستوطنات الإسرائيلية، يعانون اعتداءات المستوطنين المتواصلة على أراضيهم منذ ، إضافة إلى استمرار الإدارة المدنية الإسرائيلية بإضفاء الشرعية على المستوطنات، وسط عنف متصاعد استشهد خلاله فلسطينيان قتلا بالرصاص أول أمس الاثنين.

وكشف رائد حاج محمد عضو مجلس القريتين -لمبعوثة لاكروا الخاصة جولي كونان- على خريطة كبيرة لقريته جالود، الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوب، كيف أكلت المستعمرات والبؤر الاستيطانية 20 ألف دونم (20 كيلومترا مربعا) من البلدة، التي لجأ إليها معظم السكان البالغ عددهم ألف نسمة من صراعات عامي 1948 و1967.

اقرأ أيضا list of 4 itemsend of list وأوضح عضو المجلس أن وزير المالية الإسرائيلي يقوم بكل ما في وسعه لمصادرة أراضيهم وفق خطة محددة تهدف إلى فصل شمال عن جنوبها، قبل أن تعلق المراسلة بأن سموتريتش -وهو مستوطن متطرف- يظهر اسمه في كل المحادثات، لأن تأثيره على لجنة التخطيط في الإدارة المدنية (وهي اللجنة المسؤولة عن البت في مشاريع تشريع المستوطنات) يتزايد بشكل مطرد.

سنقتلكم كما في غزة وقد تم إضفاء الشرعية، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، على 14 بؤرة استيطانية، حيث استولى سموتريتش (الذي هو أيضا نائب وزير الدفاع) على عديد من الصلاحيات وهو يستخدم كل نفوذه لإضفاء الشرعية على مزيد من المستوطنات، كما يقول يوناتان مزراحي، من فريق مراقبة المستوطنات في غير الحكومية.

وفي نهاية مارس/آذار، أعلنت الإدارة المدنية نيتها إضفاء الشرعية على بؤرة عاليه الاستيطانية، التي تبعد مئات الأمتار عن جالود، وذلك بإلحاقها كحي من منطقة شيلو الاستيطانية، رغم أن المنطقتين غير متجاورتين، "لكن إضفاء الشرعية على بؤرة استيطانية كحي من مستوطنة قائمة لا يتطلب موافقة الحكومة، مما يساعد على تجنب الانتقادات الدولية"، وفقا لمزراحي.

وتتمثل إستراتيجية المستوطنين بشكل عام -حسب المراسلة- في إقامة سكن مؤقت على أعلى نقطة في التلة، ثم التوسع في الأراضي الزراعية، وأخيرا ربط المناطق فيما بينها، كما يحدث في 99% من الحالات.

ومن سطح مكتبه، يشير رائد حاج محمد -الذي أصيب بطلقة في أذنه عندما كان يحاول إخراج طفل من مكان وقع فيه هجوم للمستوطنين- إلى الطرق قيد الإنشاء بين المستوطنات، وبرج المراقبة العسكري الضخم، ومواقع الهجمات الأخيرة، موضحا أن "المسلحين ملثمون ويستخدمون أحيانا مكبرات الصوت لإهانة نسائنا ويصرخون قائلين: سنقتلكم أو نطردكم كما في غزة".

إستراتيجية المستوطنين ناجحة واستعرضت المراسلة بعض المشاكل التي يعانيها الفلسطينيون، كإحراق محاصيلهم وإتلاف زروعهم من قبل المستوطنين، بل وقتلهم بالرصاص أحيانا، مشيرة إلى أن كل هجوم فلسطيني في الضفة الغربية يتحول إلى انتقام من قريتي جالود وقريوت.

ولمقاومة الاعتداءات، يتجمّع نحو 20 رجلا لمراقبة مداخل القرية والمنازل القريبة من المستوطنات، يقول عضو المجلس البلدي أدهم موسى "لكننا لم نحدد موعدا للتناوب بعد.

الأمر معقد.

لدينا عصي وحجارة، بينما الآخرون لديهم بنادق إم-16 وكلاشينكوف".

وحسب السكان، فإن المستوطنين والجنود يتصرفون بشكل منسق، ويصعب التمييز بينهم، خاصة أنه "تم استدعاء العديد من المستوطنين في أثناء الحرب ليكونوا جنود احتياط، واحتفظوا بزيهم العسكري بعد ذلك"، يقول ساهر موسى، وهو مسؤول منتخب آخر، "عندما يتكبدون الخسائر في ، يأتون للانتقام هنا".

وختمت المراسلة بالحديث عن مغادرة كثير من شباب جالود وقريوت قريتيهما، ويقول رائد حاج محمد متأسفا "أولئك الذين لديهم عائلات ذهبوا إلى الولايات المتحدة والأردن ودول عربية أخرى، لأنهم بين البطالة وسرقة الأراضي والهجمات، لم تعد لديهم أسباب للبقاء؛ إستراتيجية المستوطنين ناجحة".

الوكالات      |      المصدر: الجزيرة    (منذ: 2 أسابيع | 4 قراءة)
.