غارات جوية إسرائيلية جديدة على غزة

غارات جوية إسرائيلية جديدة على غزة

الاراضي الفلسطينية (أ ف ب) – شنّت إسرائيل غارات جوية جديدة الخميس على قطاع غزة، في وقت لا يزال الهجوم الإيراني غير المسبوق على الدولة العبرية نهاية الأسبوع الماضي يثير توترات ومخاوف من ردّ إسرائيلي، ترافقها دعوات للتهدئة.

نشرت في: 18/04/2024 - 13:25آخر تحديث: 19/04/2024 - 02:47 سياسيا، وضعت الولايات المتحدة الخميس حدا لآمال الفلسطينيين الضئيلة في الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة إذ استخدمت، كما كان متوقعا، حقها في النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد هذا المطلب الذي سبق أن انتقدته حليفتها إسرائيل.

وبعدما تقدمت الولايات المتحدة وبريطانيا دولاً حليفة لإسرائيل في صدّ الهجوم الإيراني، أعلنت واشنطن ولندن الخميس فرض عقوبات على إيران تطال مصنّعي مسيّرات، بينما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن عزم بلاده على محاسبة طهران.

كما يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على طهران، ومثله مجموعة الدول السبع.

من جهتها، كررت طهران الخميس التحذير من أنها ستردّ على أي هجوم إسرائيلي، خصوصا بحال استهدف منشآتها النووية.

وتطال العقوبات الأميركية والبريطانية الجديدة "برنامج المسيّرات الإيراني وصناعة الصلب ومصنعي السيارات"، حسبما أعلنت الخزانة الأميركية.

وتستهدف عقوبات واشنطن "16 شخصا وكيانين يعملون على إنتاج طائرات إيرانية بلا طيار" منها "شاهد" التي "استُخدمت خلال هجوم 13نيسان/أبريل"، بينما تشمل عقوبات لندن "الكثير من المنظمات العسكرية الإيرانية والأفراد والكيانات المنخرطة في صناعة المسيرات والصواريخ البالستية الإيرانية".

وأعلن بايدن أنّ واشنطن ستواصل "محاسبة" طهران، مؤكدا أن العقوبات هدفها "الحد من برامج إيران العسكرية المزعزعة للاستقرار".

وكان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أعلن ليل الأربعاء أن التكتل قرّر فرض عقوبات جديدة تستهدف شركات تنتج طائرات مسيّرة وصواريخ.

وقال في ختام قمّة في بروكسل شارك فيها قادة الدول الأعضاء "قرّرنا فرض عقوبات على إيران، وأردنا أن نبعث رسالة واضحة" الى طهران بعد هجومها على إسرائيل.

وتعاني الجمهورية الإسلامية من العقوبات الغربية منذ عقود على خلفية قضايا شتى مثل البرنامج النووي والصاروخي وقضايا حقوق الإنسان.

وهي كررت الخميس التحذير من أنها ستردّ على أي استهداف إسرائيلي.

وقال العميد أحمد حق طلب، قائد وحدة حماية وأمن المراكز النووية في الحرس الثوري، "إذا أراد الكيان الصهيوني اتخاذ إجراء ضد مراكزنا ومنشآتنا النووية، فسيُواجَه حتما وبالتأكيد بردّة فعلنا.

وللرد بالمثل فإن المراكز النووية للكيان ستتعرض للهجوم والعمليات بالأسلحة المتطورة"، وفق ما نقلت وكالة "إرنا" الرسمية.

وتثير التهديدات المتبادلة مخاوف من تصعيد واسع في الشرق الأوسط بعد أكثر من ستة أشهر على الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن الدولي الخميس من أنّ المنطقة "على شفير" الانزلاق إلى "نزاع إقليمي شامل"، داعياً إلى أقصى درجات ضبط النفس في "لحظة الخطر القصوى هذه".

وقال غوتيريش "في غزة، أدّت ستة أشهر ونصف من العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى خلق جحيم" على الصعيد الإنساني، مؤكّداً أنّ مليوني فلسطيني يعانون في القطاع "الموت والدمار والحرمان من المساعدات الإنسانية الحيوية"، فضلا عن الجوع.

يأتي ذلك فيما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع، والتي بدأت رداً على هجوم شنّته حماس على أراضيها في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن مقتل 1170 شخصاً غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

وخُطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، قضى 34 منهم وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.

وأفاد شهود بأن غارات كثيفة استهدفت ليل الأربعاء الخميس قطاع غزة حيث قُتل 33970 شخصا خلال أكثر من ستة أشهر من الحرب، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أنّه ضرب عشرات "الأهداف" في القطاع خلال الساعات الماضية، بما في ذلك "إرهابيون ونقاط مراقبة ومنشآت عسكرية".

واستهدفت الغارات خصوصاً مدينة غزة ومدينتي خان يونس ورفح الواقعتين جنوبا، وفق الدفاع المدني.

وقال المصدر ذاته إنّه "عثِر على جثامين ثمانية أشخاص من عائلة عياد، بينهم خمسة أطفال وامرأتان، بعد قصف مزرعتهم في حي السلام" في رفح.

وبعد القصف الذي طال رفح حيث يتكدّس 1,5 مليون نازح جراء الحرب، قالت جملات رمضان لوكالة فرانس برس "استيقظت على صوت البنات يصرخن +ماما، ماما+.

.

.

ركضت ووجدت الأطفال يركضون.

.

.

وكانت الجثث متناثرة في كلّ مكان".

كذلك، طال القصف منطقة المواصي (جنوب) التي تحوّلت مخيّما يضمّ آلاف الخيم التي تؤوي نازحين.

وقال شمس مجيد (22 عاماً) وهو أحد النازحين "تمّ تجريف أرضنا، دُمّر منزلنا.

.

.

وذكرياتنا دُفنت تحت الأنقاض.

سُحقت آمالنا وأحلامنا".

في هذه الأثناء، يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو تأكيد نيته شنّ هجوم برّي على رفح الواقعة على حدود مصر، والتي يقدّمها على أنّها آخر معقل رئيسي لحماس في القطاع.

ويثير ذلك قلقا دوليا خصوصا لجهة مصير أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في رفح، وفق الأمم المتحدة.

في تل أبيب، تظاهر أقارب الرهائن مرة أخرى، وأغلقوا طريقا للمطالبة بإطلاق سراحهم قبل عيد الفصح الذي يبدأ ليل الاثنين.

وحملوا لافتات كُتبت عليها خصوصا عبارات "صفقة للرهائن الآن!" و"أوقفوا الحرب".

خلال الأيام الماضية، طغى التوتر المتجدد بين إسرائيل وإيران على يوميات حرب غزة، وأثار القلق من تصعيد إضافي في المنطقة.

وشنّت إيران ليل السبت الأحد هجوما غير مسبوق ضد إسرائيل، ردّاً على قصف دمّر قنصليتها في دمشق في 1 نيسان/أبريل.

وفي حين أكدت إسرائيل أنّ "إيران لن تفلت من العقاب"، لم يتضح ما قد يكون عليه ردّها، وما اذا كان سيطال الأراضي الإيرانية مباشرة، أو يستهدف مصالح طهران أو فصائل حليفة لها في بلدان مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن.

غير أنّ قناة "كان" التلفزيونية العمومية الإسرائيلية أفادت بأنّ نتانياهو قرّر، إثر محادثة مع بايدن، عدم تنفيذ الخطط التي اعتُمدت مسبقاً لتوجيه ضربات انتقامية إلى طهران.

ونقلت عن مسؤول كبير قوله "الحساسيات الدبلوماسية لعبت دوراً (.

.

.

) سيكون هناك حتماً ردّ لكنّه سيكون مختلفاً عمّا كان مخطّطاً له في البداية".

من جانبها، قالت شبكة "إيه بي سي" الأميركية إنّ الحكومة الإسرائيلية فكرت في مناسبتين في توجيه ضربات ضدّ إيران لكن دون أن تُصدر أمراً بذلك.

على الجانب الإيراني، صرّح وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان بأنّ بلاده بعثت "رسائل" عدّة إلى الولايات المتحدة للتأكيد أنّها "لا تسعى إلى توسيع التوترات" في الشرق الأوسط، حسبما أفادت وزارته الخميس.

وعبد اللهيان موجود في نيويورك لحضور اجتماعات للأمم المتحدة.

ومنذ شنّ الهجوم الايراني، أكدت واشنطن، الحليف الأكبر لإسرائيل، أنّها لن تشارك في أي ردّ انتقامي على طهران، ودعت إلى وقف التصعيد، كما فعل عدد من الزعماء الغربيين والعرب.

وإضافة الى العقوبات الأميركية والبريطانية، يتوقع أن تدعو دول مجموعة السبع خلال اجتماعها في كابري في إيطاليا، إلى فرض عقوبات على المشاركين في سلسلة توريد الصواريخ والطائرات بلا طيار الإيرانية، وفق مصدر في الخارجية الإيطالية.

ورحّب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بهذه الخطوة، مؤكداً عبر منصة "إكس" أنّه "يجب إيقاف إيران الآن قبل فوات الأوان".

وبعد أكثر من ستة أشهر من الحرب، تحوّل القطاع إلى أنقاض حيث يعاني 2,4 مليون نسمة محاصرون فيه من الجوع جراء نقص المياه والغذاء والأدوية وغيرها من الإمدادات الحيوية، فيما لا تدخله سوى كميات قليلة من المساعدات عبر معابر تسيطر عليها إسرائيل.

© 2024 AFP © 2024 فرانس 24 - جميع الحقوق محفوظة.

لا تتحمل فرانس 24 مسؤولية ما تتضمنه المواقع الأخرى.

عدد الزيارات معتمد من .

ACPM المحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.

الوكالات      |      المصدر: فرانس 24    (منذ: 3 أسابيع | 3 قراءة)
.