"طلبة الآثار" يلتقون تلاميذ المدارس لتصحيح "مغالطات" حول التراث المغربي

احتفاء بـ”شهر التراث”، الموعد السنوي الذي تروم وزارة الثقافة عبره “تقريب مضامين وقضايا وانشغالات التراث الثقافي من المواطنين”، من المرتقب أن ينتقل طلبة معهد الآثار إلى مدارس بالمملكة، من أجل “تصحيح المغالطات” و”الإجابة عن الأسئلة” حول التراث الثقافي المغربي والإنساني، وعمل علماء الآثار، والاكتشافات العلمية.

وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال عبد الجليل بوزوكار، مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، إن “المؤسسة تواكب هذا الموعد المنطلق يوم 18 أبريل بأنشطة من بينها انفتاح على المدارس عبر مكتب الطلبة ليتوجهوا إلى مدارس ويتكلموا مع التلاميذ حول التراث بشقيه المادي واللامادي”.

وأضاف: “هناك تساؤلات لدى العموم تتطلب تصحيح مغالطات حول أمور لنا، وأفضل دفاع عن التراث هو المعلومة الصحيحة”، واستحضر في هذا الإطار نقاشات متداولة حول الزليج والقفطان والطبخ ومهارات الاشتغال على مواد الخشب والجبس والمعادن.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وتابع: “يتزامن جزء من شهر التراث مع انتقال الطلبة إلى مواقع تداريبهم السنوية بالشمال، ووسط غرب المغرب وجنوبه”، وهي أوراش للتنقيب ستنفتح أيضا على “المجتمع المدني والمدارس”؛ لأنه “يهمنا كثيرا اقتراب التلاميذ من عمل علماء الآثار”.

ثم أردف عالم الآثار قائلا: “بدأنا احتفالات شهر التراث بالمعهد الوطني في سنة 2024 الراهنة، بمحاضرة للأستاذ جامع بيضا الذي يوجد على رأس مؤسسة مهمة للوثائق والأرشيف؛ لنبين أن للأرشيف دورا في حفظ التراث؛ فالدفاع عن تراثنا يحتاج الحجة العلمية للوثيقة، والشواهدَ غير المدونة، إلى جانبها، وهي اللقى الأثرية”.

وواصل: “في موضوع اللُّقى الأثرية برمجنا مجموعة من المحاضرات الخاصة بالتراث الأثري بالمغرب منذ ما قبل التاريخ، مرورا بمرحلة ما قبل الإسلام، وصولا إلى الفترة الإسلامية، والمحاضرة المقبلة ستكون حول الأنثروبولوجيا والأُلْفَة للأستاذ الكبير حسن رشيق، تليها محاضرة سيكون موضوعها التراث المادي”.

وذكر مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث أن “الهدف هو الحفاظ على وتيرة الاحتفال بالتراث عبر محاضرات، لتبقى في ذهن طلبتنا، أي عموم الطلبة داخل المعهد وخارجه، مع الانفتاح على العموم لأن المواضيع المطروحة عامة وفي متناول الجميع”.

ومن بين فقرات شهر التراث بمعهد الآثار، معرض افتُتح حول العمارة العسكرية في المغرب القديم بمجموعة من الحصون والقلاع تعود إلى الفترة المورية الرومانية، وهو معرض “مهم جدا لمعرفة كيف كان أسلافنا يحمون مدنهم وممتلكاتهم، وهو نتيجة برنامج بحث مغربي بولوني”، يقول عبد الجليل بوزوكار.

ثم أردف: “لا ننسى المقاربات والمناهج الجديدة في علوم الآثار والتراث.

لذا، سيتمّ تكوين خبرات مغربية وأجنبية، ابتداء من يوم 29 أبريل، من طرف خبير قادم من جامعة تينيسي بالولايات المتحدة الأمريكية حول نظم المعلومات الجغرافية، وهذا أمر مهم لأننا انخرطنا في رقمنة التراث التي تتطلب آليات ومهارات.

ومثل هذه التكوينات مفتوحة للجميع”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.