ندوة تلامس السياق في الكتابات الصوفية

قارب أكاديميون وباحثون وكتاب “أهمية السياق في الفكر الإسلامي”، مسلّطين الضوء على نموذج الكتابات الصوفية، في ندوة فكرية نظمتها مؤسسة “الملتقى” التابعة لمشيخة القادرية البودشيشية، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل ووكالة تنمية أقاليم جهة الشرق، في سياق فعاليات الدورة الرابعة للمعرض المغاربي للكتاب “آداب مغاربية” المنظم بوجدة ما بين 17 و21 أبريل الجاري.

واعتبر المتدخّلون في هذه الندوة أن الكتابات الصوفية في الفكر الإسلامي مرتبطة إلى حد بعيد بالسياق، إذ لا يمكن فهم الكثير منها إلا من خلال فهم سياقاتها المختلفة، مثلما لم تخلُ المصنفات الصوفية من بعض الإشارات حول معاني الزمان أو الوقت.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} والسياق متجذّر باسمه ومضمونه وتوظيفاته في التراث الإسلامي والكتابة التي تُعنى بالتراث الصوفي الإسلامي، وفق منير القادري بودشيش، مدير مؤسسة “الملتقى”، الذي أبرز أن التراث الصوفي “تراث ضخم يشمل الكتابة العربية التراثية والغربية والاستشراقية”.

وأشار القادري بودشيش، في كلمة له بالمناسبة، إلى أن الحديث عن الكتابات الاستشراقية في هذا السياق يأتي “للتذكير بالخدمات الكثيرة التي أسداها المستشرقون للعلوم الإسلامية”، معدّدا مجموعة من المستشرقين الغربيين الذين نفوا ما كان يروجه البعض حول “كون مصادر التصوف غير إسلامية”.

من جانبه، قال هشام كزوط، نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، إن الفكر الإسلامي ينطلق من مجموعة من المسلمات، التي يجب أن تخضع بدورها لمجموعة من السياقات التاريخية والسوسيولوجية، وتتماشى مع التحول الرقمي الذي يشهده العالم إثر التمازج بين الإنسان والحاسوب والتقنية.

وأشار كزوط إلى إشكالات عدة ناتجة عن قيام العقل الإسلامي الحديث في جانب منه على إعادة تحديث التراث والقانون والأخلاق، وهو ما “يوازي إعادة تأسيس عصري للخطاب الإسلامي”، مضيفا “في هذا الإطار نجد أن الفكر الإسلامي يثير قضايا دقيقة لا تخلو من جدل وتوتر من قبيل العلاقة بين العقل والنقل، والسلفية الوهابية والتصوف، والبرهان والعرفان، والمعتزلة والأشاعرة، وبين مصدر المعرفة والحقيقة بمنطق القرآن والواقع ولغة القلب”.

عبد الوهاب الفيلالي، أستاذ التعليم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس، اعتبر أن الكتابة الصوفية هي عينها التجربة الصوفية، لافتا إلى أنه “لا يمكن أن يكتب الكتابة الصوفية إلا من خبر التجربة الصوفية، وإن كانت هناك من كتابة مرتبطة بالمجال الصوفي ومتأثرة به فهي في حد التأثر فحسب ولا تصل إلى أن تكون هي عينها صوفية”.

ومع ذلك، يرى الفيلالي أن هذا الأمر لا يمنع من أن تتبلور أكثر هذه الاحتكاكات بما هو صوفي، مذكّراً بدعوة الشاعر المغربي محمد السرغيني المبدعين إلى “تصويف اللغة في الكتابة” لاستيعاب السرغيني أن الاحتكاك بالسياق الصوفي كفيل بفتح أبواب مهمة جدا في التمكين للإبداع، يضيف الباحث ذاته.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 5 قراءة)
.