تقرير: مواقف ألمانيا حول "حرب غزة" تساهم في نشر التطرف بين الشباب

رصد تقرير حديث صادر عن “المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات” مساهمة “المواقف السياسية المزدوجة” للدول الأوروبية بشكل عام، وألمانيا بشكل خاص، في التعامل مع حرب غزة في استغلال الجماعات المتطرفة لهذا الوضع وتزايد انجذاب بعض الشباب في هذا البلد نحو الفكر المتطرف.

وأوضح المصدر ذاته أن “الدعم الألماني السياسي والعسكري لإسرائيل يعد أحد الأسباب الرئيسية في تنامي الفكر التطرف، إذ أجمعت أحزاب الائتلاف الحاكم والمعارضة في ألمانيا على التنديد بالهجوم الإيراني مع تجديد الدعم الراسخ لإسرائيل ولأمنها”، مسجلا أن “برلين كانت من ضمن العواصم التي أوقفت تمويلها للأونروا، ورفضت في يناير الماضي تهمة ارتكاب أعمال الإبادة التي وجهتها بريتوريا لإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية”.

في السياق ذاته، رصد “المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات” ارتفاع الجدل في ألمانيا حول ازدواجية المعايير هذه، في وقت تعاملت فيه الحكومة في برلين بـ”بنوع من الحذر مع الحصيلة التي تعلنها حركة حماس للضحايا منذ بدء الحرب”، مشيرا في هذا الصدد إلى تأكيد جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، أن “الدول الأوروبية تواجه مشاعر عداء متزايدة بسبب اتهامات بالتحيز لإسرائيل وازدواجية المعايير بشأن الحرب في غزة”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} ولفت التقرير الانتباه إلى إلغاء السلطات الألمانية “مؤتمر فلسطين، الذي كان من المفترض أن ينعقد في برلين ابتداء من 12 أبريل 2024″، مشيرا إلى “زيادة المخاوف الألمانية من الإرهاب الإسلاموي المتطرف، إذ أكدت وزارة الداخلية الألمانية في 17 مارس 2024 أن السيناريوهات المفترضة لشن هجمات إرهابية خلال يورو 2024، تشمل محاولات إطلاق طائرات مسيرة محملة بمتفجرات، وشن هجمات على أفراد الشرطة أو على البنى التحتية، كمحطات المترو، واحتجاز رهائن، وكذلك شن هجوم كيميائي أو بيولوجي”.

وأوردت الوثيقة ذاتها أن “ألمانيا ما زالت في حالة تأهب خشية وقوع هجمات منذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر 2023، فيما حذّر رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية في البلاد من أن خطر وقوع هجمات من هذا النوع حقيقي وأعلى مما كان عليه منذ فترة طويلة”، مسجلة ارتفاع حالات التطرف ذات الدافع السياسي، حسب ما كشفت عنه إحصائيات رسمية، إذ تم الإبلاغ عن أكثر من 5100 عمل في جميع أنحاء البلاد يُشتبه أن يكون “بدوافع معاداة السامية”، فيما تم تسجيل إصابة 53 شخصا في جرائم معادية للإسلام في العام الماضي، إضافة إلى تنامي الخطابات المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي في هذا البلد.

وذكر المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات أن “الدولة الألمانية تواجه تهديدات معقدة ومتواترة بسبب حربيْ غزة وأوكرانيا والهجوم الإسرائيلي على إيران، حيث منحت تلك الأزمات مختلف الجماعات المتطرفة في ألمانيا فرصة لنشر التطرف”، خاصة في أوساط الشباب، معتبرا أن “الدعم الألماني السياسي والعسكري لإسرائيل، بالإضافة إلى السياسات المزدوجة للتعامل مع حرب غزة، من أبرز الأسباب والعوامل الرئيسية التي أدت إلى تنامي التطرف في ألمانيا وانجذاب الشباب إلى الجماعات المتطرفة”.

وشدد المركز على أن “برلين نجحت في الحد من العمليات الإرهابية بالرغم من تنامي التطرف، لكنها لم تنجح في إيجاد معالجات حقيقية للحد من التطرف، سواء على أرض الواقع أو عبر منصات التواصل الاجتماعي”، مشيرا إلى أن “دعم ألمانيا اللاّمشروط لإسرائيل أصبح مُحرجاً وبشكل متزايد، بعد أن أيدت الحرب على غزة، ما قد يؤثر مستقبلا على صناعة الكراهية والتطرف التي تنعكس على الأمن المجتمعي في البلاد”.

وخلص المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات في تقريره إلى ضرورة أن تعمل هذه الدولة الأوروبية على “إيجاد معالجات حقيقية للحد من التطرف، وألا تتعامل بازدواجية مع القضايا الدولية، ومنها حرب غزة، إلى جانب اتخاذ إجراءات ضد أي نوع من خطابات التطرف والكراهية، والعمل بشكل مكثف على تجفيف كافة عوامل التطرف والسيناريوهات المحتملة للتهديدات الإرهابية”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 3 قراءة)
.