المغرب يطلق الأسبوع الوطني للتلقيح .. تحسيس وحماية من أمراض مميتة

يخلد المغرب، على غرار باقي دول العالم، الأسبوع الوطني للتلقيح خلال الفترة الممتدة ما بين 22 و26 أبريل الجاري، ويهدف إلى “تحسيس الساكنة ومختلف الفاعلين بأهمية تلقيح الأطفال كتدخل فعال للوقاية من الأمراض المعدية والخطيرة، التي تشمل بعض أنواع السرطانات، وكذا ترسيخ دور التلقيح في تفادي مضاعفات هذه الأمراض التي قد تكون مميتة”؛ كما يروم “التذكير بضرورة احترام مواعيد تلقي الجرعات المحددة في الجدول الوطني للتلقيح”، حسب بلاغ لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية.

وفي هذا الإطار قال مولاي سعيد عفيف، اختصاصي طب الأطفال وعضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كوفيد، إن الإشكال الذي تم تسجيله عقب جائحة كوفيد هو تراجع مستويات التلقيح، وهو إشكال سبق أن نبهت إليه منظمة الصحة العالمية.

وأضاف عفيف، ضمن تصريح لهسبريس، أن تراجع مستويات التلقيح في المغرب “نتج عنه تسجيل بؤرة لـ’بوحمرون’ في سوس ماسة، لأن نسبة التغطية تراجعت من 97 في المائة إلى 77 بالمائة”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وأكد الطبيب ذاته أنه نسبة تلقيح الأطفال في المغرب عموما تفوق 95 بالمائة، داعيا إلى “عدم حرمان الأطفال من اللقاحات، خاصة أنها متوفرة بالمجان في إطار البرنامج الوطني للتلقيح الذي يضاهي برامج الدول المتقدمة”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “هذا البرنامج يتضمن لقاحات ضد 13 مرضا، فيما آخر لقاح تم إدراجه هو ضد سرطان عنق الرحم، وهو ثالث السرطانات التي تصاب بها المرأة بعد سرطاني الثدي والغدة الدرقية”.

من جانبه قال الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصّحية، إن “ملايين الأرواح نحافظ عليها سنويا بفضل التلقيح، وملايين أخرى نعجز عن حمايتها بسبب عدم تمكن عدد من الناس من الوصول إلى اللقاحات الموجودة، أو بسبب عجز الطب إلى اليوم عن اكتشاف لقاحات ضد أمراض فتاكة”.

وتابع حمضي ضمن تصريح لهسبريس: “يؤكد الخبراء ألا شيء في تطور البشرية، باستثناء توفير الماء الشروب، وفّر خدمة تفوق أو تساوي ما قدمه التلقيح في الحفاظ على صحة وحياة الناس عبر التاريخ البشري”، مستدركا: “اليوم، وبعد أزيد من 200 سنة من اكتشاف التلقيح، لدينا فقط لقاحات ضد حوالي 30 مرضا.

وتجري الأبحاث حاليا لتوفير 200 لقاح ضد أمراض أخرى”، مشيرا إلى أنه “تم القضاء نهائيا على مرض الجدري قبل 40 سنة من اليوم بفضل التلقيح.

وهكذا لم يعد 5 ملايين إنسان يفقدون حياتهم كل سنة بعد القضاء على المرض، ولا يُصاب أضعاف هذه الملايين من الناس بآثار وتشوهات بسببه”.

واستطرد الطبيب الباحث ذاته: “إذا أخذنا في الاعتبار فقط اللقاحات الموجهة إلى الأطفال فأزيد من 4 ملايين حياة طفل نحافظ عليها سنويا، و16 مليون وفاة إضافية يمكننا تجنبها.

أما إذا تمكن الطب من إيجاد اللقاحات ضد كل الأمراض الجرثومية التي يمكن إيجاد لقاحات ضدها فسيصير بإمكاننا إنقاذ 16 مليون من الأرواح الإضافية كل سنة”، متابعا: “هذه أرقام عن الوفيات فقط، علما أن هذه الأمراض تخلف ملايين من الناس يحملون آثارا على صحتهم إلى الأبد، كالشلل عند الأطفال مثلا أو العمى أو فقدان السمع أو إصابات الدماغ وغيرها”.

ونبه المتحدث نفسه إلى أن “المغرب من الدول الرائدة في مجال التلقيح، بنسبة تغطية تصل إلى 96 بالمائة، وهي نسبة تفوق حتى بعض الدول المتقدمة التي وقع فيها تراجع للتلقيح”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.