200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس

200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس

قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية) (أ ف ب) – شنّت إسرائيل الثلاثاء قصفاً مكثّفاً على قطاع غزة، مع دخول الحرب بينها وبين حركة حماس يومها الـ200 بلا أيّ بوادر تهدئة، في حين واصلت استعدادتها لتنفيذ عملية عسكرية برية في مدينة رفح التي تغصّ بالنازحين.

نشرت في: 23/04/2024 - 15:53آخر تحديث: 23/04/2024 - 23:12 وتواصل العديد من العواصم الأجنبية والمنظمات الإنسانية الاعراب عن قلقها إزاء الاستعدادات الإسرائيلية الجارية لاجتياح مدينة رفح الواقعة في جنوب القطاع الفلسطيني المحاصر.

وفي وقت يصرّ فيه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على تنفيذ هذا الهجوم، على الرغم من تكدّس مليون ونصف مليون فلسطيني في المدينة، أفادت تقارير إعلامية عن استعدادات لإجلاء المدنيّين من رفح إلى خان يونس، في عملية يمكن أن تستغرق ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

وقال الأمين العام للمجلس النروجي للاجئين يان إيغلاند إنّ هجوماً برياً على رفح التي تحوّلت إلى "أكبر مخيم للنازحين في العالم" سيؤدي إلى "وضع مخيف".

من ناحيتها، أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنّ القصف الإسرائيلي تسبّب بمقتل 32 فلسطينياً خلال 24 ساعة حتى صباح الثلاثاء، ما رفع حصيلة قتلى الحرب إلى 34183، غالبيتهم من المدنيين.

وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس عن قصف مدفعي شديد ليل الإثنين-الثلاثاء.

واستهدفت غارات جوية وسط غزة، في جوار مخيّم البريج، في حين طال قصف مدفعي مخيّم النصيرات.

وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس قصفاً على جباليا شمالي القطاع، في حين أعلن الجيش أنه ضرب مواقع عدة لحماس جنوبي غزة.

واعتبر أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الثلاثاء، أنّ الجيش الإسرائيلي "عالق في رمال غزة بلا هدف ولا أفق ولا انتصار موهوم ولا تحرير لأسراه"، بعد مئتي يوم على بدء الحرب.

وقال "ستستمر ضرباتنا للعدو وستأخذ أشكالاً متجددة وتكتيكات متنوعة ومتناسبة طالما استمرّ عدوان الاحتلال او تواجده على أيّ شبر من أرضنا".

من جهته أكّد نتانياهو الذي يواجه ضغوطا متزايدة للتوصّل إلى اتفاق يسمح بالإفراج عن الرهائن، أنّ عزمه على إعادتهم "لم يتزعزع".

ويتبادل المعسكران الاتهامات بتعطيل مفاوضات التهدئة.

واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم لحماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر أسفر عن مقتل 1170 شخصا، غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

وخُطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، ويعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.

ورداً على ذلك، توعّدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس، وتشنّ عمليات قصف وهجوم بري واسع على قطاع غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء مقتل جندي ما يرفع إلى 261 حصيلة قتلاه منذ أطلقت إسرائيل هجومها البري على القطاع في 27 تشرين الأول/أكتوبر.

ومن أجل القضاء على حركة حماس التي تصنّفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، يواصل نتانياهو التأكيد على شنّ هجوم برّي على رفح، المدينة الحدودية مع مصر والتي يقول إنّها تشكّل المعقل الرئيسي الأخير للحركة الإسلامية.

وفي إشارة إلى قرب تنفيذ هذا الهجوم، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين مصريين أنّ إسرائيل تتحضّر لنقل المدنيين من رفح إلى خان يونس حيث تعتزم إقامة ملاجئ ومراكز لتوزيع المواد الغذائية.

ومن المفترض أن تستغرق عملية الإجلاء أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وأن تنظّم بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومصر وبلدان عربية أخرى مثل الإمارات، وفق المصدر نفسه.

وفي هذا الإطار، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه يدرس "سلسلة من الإجراءات التي يتوجب اتخاذها تحضيراً لعمليات في رفح، وعلى الخصوص إجلاء المدنيين".

لكنّ الهجوم المخطَّط له يثير استهجان المجتمع الدولي، بدءاً بواشنطن التي تخشى وقوع حمام دم.

كما وجّهت منظمة "أوكسفام" غير الحكومية بمعية 12 هيئة أخرى، في الثالث من نيسان/أبريل، نداء لوقف إطلاق النار مذكرة بأن أكثر من 1,3 مليون شخص، بينهم ما لا يقل عن 610 آلاف طفل مكدسون في رفح "على خط النار مباشرة".

والثلاثاء حذّر مدير اللجنة الدولية للصليب الاحمر فابريزيو كاربوني في مقابلة مع فرانس برس من أنّ إجلاء أكثر من مليون مدني من رفح "غير ممكن" في الظروف الراهنة.

وتتخوّف منظمات إنسانية من أن يقطع الهجوم خطوط المواصلات التي تتيح إيصال المساعدات، وهو موضوع يثير خلافات بينها وبين الجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب.

وقال المتحدث باسم منظمة "مجلس اللاجئين النروجي" أحمد بيرم إنّ أيّ هجوم على المدينة "سيفصلنا عن الشريان الحيوي المتمثل في معبر رفح".

والثلاثاء، طالب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتحقيق دولي في المقابر الجماعية التي عُثر عليها في مجمّع الشفاء ومجمّع ناصر بقطاع غزة، مشدّداً على ضرورة اتّخاذ إجراءات مستقلّة لمواجهة "مناخ الإفلات من العقاب".

ووصف المفوّض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الدمار الذي لحق بمجمّع الشفاء، وهو أكبر مستشفى في غزة، وكذلك بمجمّع ناصر الطبي في خان يونس، ثاني كبرى المراكز الاستشفائية في القطاع، بأنه "مروّع".

وكان الدفاع المدني في غزة أعلن الإثنين أنّه انتشل خلال ثلاثة أيام حوالى مئتي جثّة لأشخاص قتلتهم القوّات الإسرائيلية وطمرت جثثهم في مقابر جماعية داخل مجمّع ناصر في خان يونس.

ونفى الجيش الإسرائيلي دفن أيّ جثث، مشيراً إلى أنّه قام خلال عملياته في مستشفى الناصر بفحص الجثث "التي دفنها فلسطينيون" لتحديد ما إذا كان من بينهم رهائن.

ووسط أنقاض مستشفى الشفاء قال مدير الطوارئ فيه الطبيب أمجد عليوة في تصريح لمراسل فرانس برس إنّ "هذا المكان كان بيتنا الأول، لم نغادره لحظة واحدة منذ بداية الحرب"، وأضاف "في هذا المكان كنت استقبل لوحدي آلاف الإصابات يومياً"، وتابع "أنا حزين جداً على ما مرّ به".

© 2024 AFP © 2024 فرانس 24 - جميع الحقوق محفوظة.

لا تتحمل فرانس 24 مسؤولية ما تتضمنه المواقع الأخرى.

عدد الزيارات معتمد من .

ACPM المحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.

الوكالات      |      المصدر: فرانس 24    (منذ: 1 أسابيع | 4 قراءة)
.