مستجدات "المثمر" تجذب الزوار في مكناس .. والحلول الرقمية تخدم الفلاح

تحت شعار “الابتكار وتكييف العرض بشكل مخصَّص لخدمة المزارعين بشكل أفضل لا سيما الصغار منهم”، تتأطّر مشاركة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط هذه السنة في الدورة السادسة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة في المغرب، المتواصلة فعالياته بمدينة مكناس من 22 إلى 28 أبريل الجاري، برواق خاص ضمن “القطب المؤسساتي” للمعرض الذي يمتد على مساحة إجمالية من 17 هكتارا.

من بين أبرز مستجدات العرض لفائدة زوار جناح الـ”OCP”، الذي زارته جريدة هسبريس، تقترح مبادرة “المثمر”، البالغة من التجربة حالياً 5 سنوات، عرضَ دعمٍ صُمّم خصّيصا لأنواع “الزراعة المَرنة والمستدامة”؛ وهو ما ينسجم مع موضوع هذه الدورة، المنعقدة تحت رعاية ملكية، حول “المناخ والفلاحة.

.

من أجل نُظم إنتاج مستدامة وقادرة على الصمود”، حسب ما أكده نوفل رودياس، مدير مبادرة المثمر.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} مواكبة للمستجدات شرح رودياس، في تصريح لجريدة هسبريس، مفصلا في نوعية “تحاليل التربة ومكوناتها بما يمكن الفلاحين الذين تواكبهم مجموعة الفوسفاط من إعطائها التغذية والمخصّبات الملائمة من أجل ضمان فلاحة مستدامة، قائلا: “نواكب فَلّاحينا عبر تكوينات مخصصة، وتكوين تقني ميداني لجميع المسارات التقنية في الحقول”.

وعرج المتحدث على “الزراعة المحافظة على الموارد/زراعة الكربون” التي يقوم “المثمر” بالحشد لها لدعم الزخم الوطني في هذا الصدد، موردا أنه تم اعتمادها “بناء على خبرة UM6P وكلية الزراعة والعلوم البيئية التابعة لها، حيث كان إجراء أول دراسة لعزل الكربون لتوفير معلومات حول إمكانية عزل الكربون وفقًا للمناخ الزراعي في المناطق على المستوى الوطني وكذلك إمكانات سوق ائتمان الكربون في المغرب”.

كما ذكر ضمن حديثه “توسيع نطاق برنامج الزرع المباشر” بعد خمس سنوات من إطلاقه، منوهاً إلى أنه يبصم على “حصيلة إيجابية”، معلناً التوجه إلى “شراكة بين المثمر و Tourba/InnovoX لتوسيع ممارسة الزراعة المحافظة على البيئة”.

وحسب المعطيات المقدّمة في رواق “مكتب الفوسفاط”، أسهمت مبادرة التنمية الفلاحية المذكورة في “الديناميات الزراعية واستراتيجية «الجيل الأخضر» الوطنية للزراعة المستدامة والفعّالة إيكولوجياً”؛ فيما يسعى “المثمر” إلى مواصلة عرضها لصالح المزارعين المُواكَبين، “من أجل استيعاب أفضل للمسار التقني للمحاصيل”.

وتعتمد “مجموعة الفوسفاط” (OCP group) “الجودة كأولوية” في دعمها لسوق الأسمدة المحلية بالمغرب ومواكبة الزراعات الدامجة للأبعاد البيئية والمقاوِمة للتغيرات المناخية؛ وهو ما حفّزَها لـ”إنتاج وبيع الأسمدة NPK-Blend في السوق المغربية مع تخصيص أكثر (أزيد من 3500 تركيبة مخصصة).

ولمجابهة “التغيرات المناخية التي نحسُّ بأثرها في الميدان الفلاحي”، قال مدير مبادرة المثمر إن “الاعتماد على زراعة حافظة عبر الزرع المباشر، الذي يساهم في تقليل استهلاك المياه”، مؤكدا أنه أسفر عن “نتائج جيدة مُثبَتة” في أفق الوصول إلى مليون هكتار في 2030.

وأكد المسؤول في مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط أنه “بفضل خمس سنوات من تنزيل المثمر، جرى بناء ثقة مع مجتمع الفلاحين بمختلف فئاتهم تجعلهم يستخدمون تقنياتنا.

كما أمكننا تحقيق 32 ألف هكتار عن طريق الزرع المباشر وملاحظة تحسّن الإنتاجية في عدد من الزراعات”، خالصاً إلى أن “المثمر يعد صلة وصل بين البحث العلمي والميدان الفلاحي”، عبر “تجمّع ممارسي التقنيات”.

“حلول رقمية” تخدُم الفلاح من جهته، لفت فيصل السحباوي، المدير العام لشركة “أڭري إيدج AgriEdge” المحتَضَنة من قِبل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، إلى أنها “تعمل على تطوير حلول للفلاحة الرقمية”، مسجلا أنها “تمكّن الفلاح من تحسين إنتاجيته ومردوديته”.

وعدّد السحباوي، في حديث لهسبريس، خلال مشاركته برواق “OCP”، من أبرز هذه الحلول الرقمية تلك التي “تقترح نظام السقي الذكي عبر مستشعرات أو الأقمار الصناعية لمعرفة كميات المياه اللازمة لسقي الأراضي”، ثم حل يسمى “التسميد المعقلن” بما يمكّن الفلاح من معطيات كميات السماد في أرضه باستعمال أقمار صناعية أو الذكاء الاصطناعي.

كما أكد المسؤول نفسه “وجود حلول رقمية وذكية تواكب المزارعين المغاربة عبر “احتساب بصمة الكربون والتقليل منها”؛ وهو ما يُتيحه الحل المسمى “CarboEdge”، بما ينسجم في صميم موضوع هذه الدورة حول الفلاحة والمناخ، ويجعل الرقمنة عامل مساعدة من أجل فلاحة مستدامة وذات مردودية في الآن ذاته.

في الشق السوسيواقتصادي، أكد عثمان الحسني، مدير الابتكار الاجتماعي بمؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، أن “رواق OCP في معرض الفلاحة بالمغرب يبرز 3 محاور أساسية”؛ أولها محور الاقتصاد الاجتماعي والتضامني الذي يهم أنشطة دعم قدرات تعاونيات محلية بمختلف جهات المغرب، من أجل تطوير صمودها إزاء تغير المناخ.

المحور الثاني، حسب الحسني، هو البحث العلمي.

وتجسد عبر “عقد ورشات لباحثين وخبراء أنجزوا أبحاثاً حول برامج لها علاقة مباشرة بميدان الاقتصاد الاجتماعي؛ وهو ما يستهدف ربط البحث العلمي بواقع التعاونيات.

ويتمثل المحور الثالث والأخير في “مواكبة حضور المجموعة في قارة إفريقيا؛ لأننا نواكب ونقوّي قدرات تعاونيات من بلدان إفريقية شقيقة وصديقة، من خلال دعم مبادرات المجتمعات المحلية لصالح مكافحة تغير المناخ وفلاحة مرنة”، وفق تعبير مدير الابتكار الاجتماعي بمؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 4 قراءة)
.