رحلات وهمية لتطبيقات النقل الحضري بالمغرب تعطل حسابات سائقين

تفاجأ سائقون منخرطون في تطبيقات للنقل الحضري (VTC)، أغلبهم في تطبيق أحمر شهير، بتعليق حساباتهم، بسبب شبهة النصب المتكرر على مقدم الخدمة، وذلك من خلال تسيير رحلات وهمية، من نقطة إلى أخرى عبر التطبيق، لغاية تحصيل مكافأة (bonus) بقيمة 250 درهما يوميا، تودع في حساب السائق مباشرة، بعد قيامه بما مجموعة 16 رحلة متوالية.

وعلمت هسبريس من مصادر مطلعة أن السائقين تفاجؤوا بتعطيل حساباتهم في تطبيق آخر دون أي تفسير من الشركة المدبرة له، وحاولوا التواصل معها بشأن مبررات تعليق خدماتهم دون جدوى، موضحة أن تنامي عدد التحويلات البنكية الخاصة بالمكافآت على مدى شهرين متتالين، أثار شكوك المسؤولين عن تدبير النظام المعلوماتي للتطبيق، حيث تم التثبت من صورية رحلات، بعد توجيه إشعارات واستفسارات إلى ركاب بشأن مدى رضاهم عن الخدمة وجودة المركبة المستخدمة.

وأضافت المصادر ذاتها أن بعض التدقيق بشأن الرحلات الوهمية استهدف سائقين استفادوا من مكافآت تراوحت بين 4000 درهم و6000 درهم خلال شهر واحد فقط، مؤكدة أن عملية التثبت المعلوماتية من الحسابات المشبوهة أظهرت نشاط سائقين بسيارات ووثائق وهويات غير مطابقة لتصريحاتهم، حيث جرى الإبلاغ عنها من قبل ركاب، بسبب عدم تطابق “البروفايلات” في التطبيقات مع الواقع، مشددة على أن الشركات وجهت إنذارات سابقة إلى سائقين في هذا الشأن بسبب هوية وجودة المركبات المصرح بها لديها.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وبرر سائقون لجوءهم إلى هويات ووثائق سيارات غير صحيحة في نشاطهم بخوفهم من تربص سائقي سيارات الأجرة بهم، إذ ينتحلون هويات ركاب من أجل الإيقاع بهم وتسليمهم للمصالح الأمنية التي تحيلهم بدورها إلى النيابة العامة المختصة بتهمة النقل السري، في ظل عدم توفر إي إطار تشريعي يقنن وينظم نشاط تطبيقات النقل الحضري في المغرب، علما أن سائقي هذه التطبيقات يعبئون حساباتهم لدى نقط تحويل الأموال يوميا، ويتقاضون مكافآت وتعويضات بواسطة تحويلات بنكية، ويصرحون بنشاطهم في إطار “المقاول الذاتي”.

وكشفت المصادر نفسها لجوء تطبيقات النقل الحضري إلى خوارزميات دقيقة في تعقبها لنشاط سائقين مشبوهين، خصوصا خلال ساعات الذروة، حيث جرى اقتراح رحلات عليهم في أوقات معينة من اليوم لم يتفاعلوا معها وفضلوا التحرك في مسارات محدودة، مؤكدة أن سائقين أقنعوا زبائن ومعارف بعد نهاية كل رحلة بإجراء طلبات رحلات وهمية على التطبيق وقبولها مباشرة، قبل التحرك في مسارها التي تكون نهايته في مسافة قريبة جدا، ما يمكن هؤلاء السائقين من بلوغ عدد الرحلات المؤهلة للحصول على المكافأة، وتقليص استهلاك مادة “الغازوال”، التي ارتفع سعرها بشكل كبير مؤخرا.

​يشار إلى أن محمد عبد الجليل، وزير النقل واللوجستيك، كان قد قال في معرض جوابه عن سؤال حول “تقنين النقل عبر التطبيقات”، خلال لقاء صحافي عقب مجلس للحكومة الشهر الماضي، إن تقنين النقل عبر التطبيقات الذكية رهين بتوافق المتدخلين في النقل الجماعي على دخول هذا النوع من النقل إلى السوق، موضحا أن الوزارة تعمل على إطلاق دراسة تتعلق بوضع تصور مستقبلي للتنقلات على مستوى ربوع المملكة لتأهيل قطاع النقل العمومي، مبرزا أن من بين القضايا التي ستعالجها هذه الدراسة كيفية التعامل مع الطرق الجديدة في النقل، خصوصا داخل المدار الحضري.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.