الاجتماع المغاربي الثلاثي يُدخل علاقات الرباط وتونس إلى "نفق دبلوماسي مجهول"

سارع المجلس الرئاسي الليبي فور انتهاء اللقاء الثلاثي “المغاربي”، الذي جمعه مع الجزائر وتونس، إلى إرسال مبعوثين شخصيين لرئيسه محمد المنفي إلى كل من الرباط ونواكشوط للتأكيد على أهمية اتحاد المغرب الكبير؛ فيما بقيت تونس بلا خطوات مماثلة.

وبحسب وكالة الأنباء الموريتانية فقد تسلم محمد ولد الشيخ الغزواني رسالة من رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، تتعلق بالتأكيد على أهمية تفعيل الاتحاد المغاربي، وتقوية التعاون بين البلدين.

وقبل الرسالة ذاتها حل مبعوث آخر من المجلس بالرباط للتأكيد على الأمر نفسه، وسلم رسالة من المنفي إلى العاهل المغربي، محمد السادس، وفق ما نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 23 أبريل المنصرم.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وكان الاجتماع الثلاثي الذي انحصرت غالبية أهدافه في مستوى “التعاون في مجال الهجرة غير النظامية” أعلنت عن تنظيمه الرئاسة التونسية في قصر قرطاج الرئاسي، ووصفته بـ”الأول بين القادة الثلاثة”.

وإلى حدود اللحظة لم تخرج تونس بأي توضيحات حول الاجتماع الثلاثي عكس المجلس الرئاسي الليبي، في وقت انتقدت عدد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية بهذا البلد المغاربي الخطوة، معتبرة إياها “محاولة لإجهاض حلم الاتحاد”.

التوجه الجزائري دون الدبلوماسي التونسي السابق إلياس القصري، عبر حسابه الشخصي على “فايسبوك”، أن “هذا الاجتماع ما هو إلا محاولة لعرقلة خروج الاتحاد المغاربي إلى الوجود”.

ونقلت هسبريس هذا الموضوع إلى منصف السليمي، محلل سياسي تونسي، فقال إن “غياب توضيح تونسي ربما قد يؤشر بالفعل على أن الرئيس قيس سعيد مازال قريبا للغاية من التوجه الجزائري”.

وأضاف السليمي لهسبريس أن قيس سعيد قريب في توجهاته وأفكاره من الجزائر، وفي السنوات الأخيرة لم يقم بخطوات فعالة للخروج من هذا الوضع، مشددا على أن “هذا الاجتماع الثلاثي هو توجه كلاسيكي للجزائر في سياق عدائها للمغرب”.

وبالنسبة للمتحدث ذاته فإن تونس الحالية ليس لها هامش مناورة أكبر بعد هذا الاجتماع للخروج عن “توجهات الجزائر في المنطقة المغاربية، وعن النفوذ الذي تراكم بقوة منذ صعود قيس سعيد”.

ويأتي هذا الاجتماع بعدما عقد رئيس تونس، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، والرئيس الجزائري، اجتماعات ثلاثية، على هامش قمة الدول المصدرة للغاز، بادرت فيه الجزائر إلى تشكيل تنسيق ثلاثي مغاربي يعقد اجتماعا كل 3 أشهر.

ولم تنضم موريتانيا إلى هذا التكتل الجديد رغم دعوتها من الرئيس الجزائري بعد هذا الاجتماع.

كما تأجلت زيارة لرئيس تونس، قيس سعيد، إلى نواكشوط، تزامنا مع حديث وسائل إعلام عن “عدم قدرته إقناع موريتانيا بالانضمام”.

العلاقات نحو المجهول الرأي نفسه يشاركه لحسن بوشمامة، كاتب ومحلل سياسي، إذ قال: “قيس سعيد يريد بناء دولة تونسية محتكرة للقرار والسلطة؛ فمنذ تجربة الربيع العربي وصعود الإسلاميين وهو يطمح إلى ذلك”.

وأورد بوشمامة ضمن تصريح لهسبريس أن “الخط الجديد لتونس يصطف مع التيار الجزائري، فقد وضعها قيس سعيد كملحقة، بسبب غياب مشروع لإخراجها من الأزمة الحاصلة”.

وبين المتحدث عينه أن “غياب الرد التونسي حول الاجتماع الثلاثي يواصل من خلاله قيس سعيد التأكيد على تبعيته للجزائر، التي بدأت تتضح منذ قمة تيكاد السابقة”، موضحا أن “موريتانيا ليست لها مشاكل مع تونس والجزائر، ورفضها الانضمام إلى التكتل سببه رفضها المشاكل مع أي دولة”.

وذكر تقرير لوكالة الأنباء الموريتانية أن “المبعوث الليبي الذي حمل رسالة المجلس الرئاسي تلقى ردودا إيجابية من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني خلال تقديمه الوثيقة”.

وتابع بوشمامة: “العلاقات المغربية التونسية تنحصر حاليا في قيس سعيد، فالرباط تعامل تونس سعيد، لا الدولة التونسية التي عرفناها قبل وقت طويل، ولنا معها علاقات أخوة وصداقة”.

ومازالت العلاقات المغربية التونسية في حالة “جمود دبلوماسي” بسبب استمرار غياب السفراء بين البلدين.

وبعد الاجتماعي الثلاثي الأخير أكد المحلل التونسي منصف السليمي أن “العلاقات ستواصل جمودها بشكل كبير”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 1 أسابيع | 3 قراءة)
.