بوصوف يقترح تزيين مقرات القنصليات بجداريات "الحدود المغربية الحقة"

قال الدكتور عبد الله بوصوف، الخبير في العلوم الإنسانية، إن “أزمة القميص” التي رافقت مباراة فريقي النهضة البركانية واتحاد العاصمة الجزائري لكرة القدم ليست مجرد حادث رياضي عرضي، مستحضرا ملاحظتين؛ أولاهما رهبة النظام العسكري من قوة تأثير الصورة في تشكيل المخيال الذهني، وثانيتها أن مصطلح السيادة تم تمطيطه إلى خارج المفهوم الكلاسيكي والمتعارف عليه.

وأضاف بوصوف، ضمن مقال توصلت به هسبريس، أن الحادثة عرّت عورة نظام عسكري يبحث عن أسباب واهية ليؤكد ضرورة وجوده، ويخلق أعداء وهميين وصراعات وهمية بعيدة عن اهتمامات الشعب الجزائري، موردا أن فكرة رسم خريطة “الحدود المغربية الحقة” على جداريات كل القنصليات المغربية بالخارج سيكون لها أثر الزلزال على النظام الجزائري.

نص المقال: واهم من يعتقد أن الصراع حول قميص بركان هو مجرد حادث رياضي عرضي، إذ وصفه النظام العسكري الجزائري بأنه اعتداء على سيادتها؛ مع العلم أن الخريطة المغربية لم تتضمن شبرا واحدا من الصحراء الشرقية التي ضمها الجنرال ديغول قبل استقلال المغرب، على اعتبار أن الجزائر ستبقى فرنسية إلى الأبد.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وهنا يجب طرح ملاحظتين: أولاهما وهي رهبة النظام العسكري من قوة تأثير الصورة في تشكيل المخيال الذهني، إذ انتشار خريطة المغرب على قميص رياضي فيه ترسيخ لحدود المغرب وهو ما ستتناقله وسائل إعلام وقنوات رياضية وشبكات تواصل اجتماعي عبر بثها لمباراة عادية في كرة القدم.

.

وهكذا ستصل حدود “المغرب الحقة” إلى جميع أنحاء العالم.

وثانيتهما أن مصطلح السيادة تم تمطيطه إلى خارج المفهوم الكلاسيكي والمتعارف عليه للسيادة، إذ المغرب وعبر العديد من الخطابات الملكية عبّر عن نيته في مد يد التعاون وأنه لن يكون أبدا مصدرا للشر.

لقد عرت حادثة قميص بركان عن عورة نظام عسكري، يبحث عن “قشة” أو أسباب واهية ليؤكد ضرورة وجوده ويخلق أعداء وهميين وصراعات وهمية بعيدة عن اهتمامات الشعب الجزائري المقبل على محاسبة النظام العسكري الجزائري في انتخابات رئاسية في شتنبر المقبل.

النظام العسكري الجزائري يحاول تجميل صورته أمام الناخب الجزائري، بتهييجه في ملاعب رياضية تقتضي اللعب النظيف faire play… وبلعب دور الزعامة بدول جوار أنهكها الصراع والتشتت؛ كالشقيقة ليبيا، والرئيس قيس السعيد الذي يقود تونس نحو الإفلاس… وكأن النظام العسكري الجزائري يهدد أوروبا بزعامته لدول تعتبر مصدرا للهجرة غير الشرعية وقوارب الموت وتجار السلاح ونافذة للإرهابيين من الساحل وتجارة البشر… أضف إلى أنها دول غنية بالطاقة، سواء النظيفة أو البترول والغاز الطبيعي… ويظهر أن النظام العسكري الجزائري يعيش على أعصابه مع ترتيبات التقارب المغربي / الفرنسي، في انتظار الإعلان الصريح جدا وليس الملتوي أو الضمني بالاستثمار في الداخلة أو العيون… بمغربية الصحراء والحكم الذاتي تحت السيادة المغربية… نعتقد أن فكرة رسم خريطة “الحدود المغربية الحقة” على جداريات كل القنصليات المغربية بالخارج سيكون لها أثر الزلزال على النظام الجزائري.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 1 أسابيع | 3 قراءة)
.