تحقيق لجماعة حقوقية يتهم القوات الحكومية لبوركينا فاسو بقتل 223 مدنيا في يوم واحد

المستقلة/- قام جيش بوركينا فاسو بإعدام 223 مدنيا، بينهم 56 طفلا على الأقل، في يوم واحد في أواخر فبراير/شباط، وفقا لتحقيق في واحدة من أسوأ الانتهاكات التي ترتكبها القوات المسلحة في البلاد منذ سنوات.

و ارتبطت عمليات القتل الجماعي بحملة عسكرية موسعة للتصدي لعنف الجماعات الأرهابية في المنطقة و حدثت بعد أسابيع من هبوط القوات الروسية في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا للمساعدة في تحسين الأمن.

قد ترقى المذبحة إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش (HRW)، الذي حث السلطات البوركينابية على إطلاق تحقيق عاجل تدعمه الأمم المتحدة.

و من خلال جمع شهادات الشهود و التحقق من مقاطع الفيديو و الصور، وجد باحثو هيومن رايتس ووتش أنه في 25 فبراير، قتل الجنود 179 شخصًا، من بينهم 36 طفلاً، في قرية سورو، و 44 شخصًا، من بينهم 20 طفلاً، في قرية نوندين القريبة، في مقاطعة ياتنغا الشمالية.

و تأتي هذه النتائج بعد أيام من اجتماع مسؤولي الأمم المتحدة و الزعماء الأفارقة في نيجيريا لمناقشة الحلول لمواجهة التهديد المتزايد للإرهاب في القارة، و هو مؤتمر لم يحضره مسؤولون من بوركينا فاسو.

و يأمل رئيس بوركينا فاسو، إبراهيم تراوري، المدعوم من الجيش، أن يؤدي التحالف مع موسكو إلى إعادة تشكيل الصراع المستمر منذ ما يقرب من عقد من الزمن في البلاد مع المتمردين المرتبطين بتنظيمي داعش و القاعدة.

و قبل شهر من المذبحة، وصل أول انتشار كبير للقوات الروسية إلى البلاد، على الرغم من عدم وجود ما يشير إلى تورطهم في المذبحة.

و قال شهود إنه مما لا شك فيه أن الفظائع كانت جزءًا من حملة طويلة الأمد لمكافحة الإرهاب تستهدف المدنيين المتهمين بالتعاون مع المتشددين الإسلاميين.

و قالت تيرانا حسن، المديرة التنفيذية لمنظمة هيومن رايتس ووتش: “لقد ارتكب جيش بوركينا فاسو مراراً و تكراراً فظائع جماعية ضد المدنيين باسم مكافحة الإرهاب، دون محاسبة أحد تقريباً”.

“يحق للضحايا و الناجين و أسرهم رؤية المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة و هم يقدمون إلى العدالة”.

و قال القرويون إن القوات العسكرية توقفت في 25 فبراير/شباط في نوندين ثم سورو، على بعد 5 كيلومترات، و اتهمت السكان بالتواطؤ مع الجهاديين.

و قالت ناجية تبلغ من العمر 32 عاماً من سورو، أصيبت بطلق ناري في ساقها، لـ هيومن رايتس ووتش: “قالوا إننا لا نتعاون معهم [الجيش] لأننا لم نبلغهم بتحركات الجهاديين”.

و في سورو، وصف القرويون الجنود و هم يطلقون النار على الأشخاص الذين تم اعتقالهم أو حاولوا الاختباء أو الهروب.

و قال مزارع يبلغ من العمر 48 عاماً لـ هيومن رايتس ووتش: “لقد فصلوا الرجال و النساء في مجموعات.

كنت في الحديقة مع أشخاص آخرين عندما اتصلوا بنا [الجنود].

عندما بدأنا بالتقدم، أطلقوا النار علينا بشكل عشوائي.

ركضت خلف شجرة، و هذا أنقذ حياتي”.

و قال شهود عيان في نوندين إن الجنود توجهوا من بيت إلى بيت و أمروا الناس بالخروج من منازلهم و إبراز بطاقات هويتهم.

ثم قاموا بتجميع القرويين في مجموعات قبل إطلاق النار عليهم.

كما أطلق الجنود النار على الأشخاص الذين حاولوا الفرار أو الاختباء.

مرتبط نسخ الرابط تم نسخ الرابط

العراق      |      المصدر: وكالة الصحافة المستقلة    (منذ: 2 أسابيع | 1 قراءة)
.