الدفاع الإسبانية: تسليم صواريخ «باتريوت» لـ أوكرانيا خلال أيام

الدفاع الإسبانية: تسليم صواريخ «باتريوت» لـ أوكرانيا خلال أيام

على مدار الأعوام العشرين الماضية لم تدّخر أنقرة أي جهد في دعم جماعات الإخوان والتنظيمات ذات الطابع الإسلامي في كل الدول التي تشكل محيط إقليمي لها، حيث قدمت الرعاية والإقامة والحماية لكل قيادات تلك التنظيمات.

الخبير والمحلل السياسي عبد الحميد توفيق، قال إن أنقرة صدّرت نفسها للإقليم بأنها العاصمة الإسلامية الداعمة للمقاومة والجماعات الإخوانية في المنطقة بهدف استخدامها لاحقاً كأدوات لتحقيق مصالحها السياسية والاستراتيجية والاقتصادية.

أثار تقدم الجيش الليبي وسيطرته على مدن ومناطق عدة في ليبيا على مدى سنوات، قلق أنقرة، التي بدورها نهضت لدعم جماعاتها الذين يسيطرون على العاصمة طرابلس حالياً في إطار مجموعة من التفاهمات الدولية، حيث لجأت في الأشهر القليلة الماضية لتزويد القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية بطيارات بدون طيار المعروفة باسم "بيرقدار"، خارقتاً بذلك قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.

وكشف التقرير الشهري الصادر عن عملية "إيريني" التابعة للاتحاد الأوروبي، لمراقبة حظر الأسلحة عن ليبيا، في أوائل شهر أبريل الحالي، عن رصده لـ10 رحلات جوية إلى ليبيا خلال شهر مارس 2024، من أصل 1388 رحلة جوية تم فحصها من خلال عملية "ايريني".

ووفقا لمصادر ليبية مطلعة، فإن الطائرات المسيّرة التركية الشهيرة "بيرقدار" تأتي على رأس قائمة شحنات الأسلحة والذخائر التي تم نقلها إلى ليبيا، وبحسب بعض التقارير الإعلامية، فإن 7 من أصل 10 طائرات، على الأقل نقلت أسلحة وذخائر تابعة لشركات تركية.

بدورها أكدت بعض المصادر الليبية المحلية، رصدهم لرحلات جوية هبطت في مطار "معيتيقة"، بالعاصمة طرابلس وأنزلت حمولتها من الطائرات بدون طيار من نوع "Bayraktar TB2" في المطار نفسه.

كما تم الكشف عن وثيقة، تُثبت وصول طائرة محملة بالعتاد العسكري لحكومة الوحدة الوطنية، في شهر مايو من العام الماضي، وبحسب الوثيقة حينها، فإن الطائرة جاءت من إسطنبول إلى مطار "مصراتة" بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس، وكانت تتبع للخطوط الأوكرانية.

وبحسب مصادر محلية ليبية، فإنه خلال الزيارة الأخيرة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة إلى تركيا في الأول من شهر مارس الماضي، تم التوصل إلى اتفاق بشأن توريد طائرات بيرقدار إلى ليبيا، حيث كان "تزويد طرابلس بالمسيرات التركية"، هو أحد الشروط الأساسية للدبيبة لتوقيع مذكرة تفاهم في المجال العسكري، وزيادة قدرات وحدات الجيش الليبي من خلال برامج تدريبية نوعية، بين وزارة الدفاع التركية برئاسة يشار جولر والدفاع الليبية التي يرأسها الدبيبة.

وصرّح الدبيبة حينها بأن التعاون مع تركيا في المجال العسكري بالنسبة له "أولوية".

ففي سبتمبر 2015 ضبطت السلطات اليونانية سفينة محملة بالأسلحة كانت تتجه إلى ليبيا، حين داهم زورق تابع لخفر السواحل السفينة التي أبحرت من ميناء الإسكندرونة التركي - إلى ميناء هيراكليون على جزيرة كريت اليونانية.

وفي يناير 2018 ضبط خفر السواحل اليونانية أيضا سفينة محملة بالمتفجرات كانت متجهة إلى ليبيا.

وأشارت بيانات تأمين السفينة إلى أنه جرى تحميل ما عليها من مواد في ميناءي مرسين والإسنكدرونة التركيين، وأن الربان تلقى أوامر من مالك السفينة بالإبحار إلى مدينة مصراتة الليبية، لتفريغ الحمولة بأكملها.

ما مخاطر وصول المسيرات "بيرقدار" لأيدي الميليشيات؟بحسب بعض الخبراء والمراقبين، فإن التنافس الحالي بين الميليشيات المسلحة في طرابلس، إلى جانب تسلمهم لأسلحة متطورة مثل المسيرات يمكن أن يهدد أمن ليبيا ودول المنطقة ويحول الصراع إلى ما يشبه الحالة السودانية أو الصومالية.

وبحسب مصادر مقربة من رئيس مخابرات طرابلس، حسين محمد العايب، فقد تم تسليم قائد ميليشيا جهاز دعم الاستقرار، غنيوة الككلي، دفعة من الطائرات بدون طيار "بيرقدار".

وأشارت المصادر، إلى أنه باشر بعض الخبراء العسكريين بتدريب قوات الككلي على استخدام المسيرات، استعدادا لمواجهة ميليشيا الردع، إلى جانب ذلك، شهدت مناطق طريق المطار، وجزيرة المدار، في طرابلس خلال الأيام القليلة الماضية اشتباكات عنيفة بين ميليشيات جهاز دعم الاستقرار، وأخرى تتبع لـ "القضائية" التابع لجهاز الردع.

واعتبر الباحث والمحلل السياسي الليبي خالد ترجمان بأن دخول المسيرات ساحة المعركة وخاصة بأيدي الميليشيات يشكل تهديد كبير للمواطنين الليبيين ولدول الإقليم.

مصر      |      المصدر: بوابة الأسبوع    (منذ: 2 أسابيع | 1 قراءة)
.