الاستثمارات الفرنسية في الصحراء المغربية تحبط أوهام الجزائر والبوليساريو

ناشدت جبهة البوليساريو، فور انتهاء ما سمي “الدورة الرابعة لأمانتها العامة”، الحكومة الفرنسية “وقف دعم المغرب في الصحراء”، تزامنا مع تأكيد باريس، على لسان وزير الاقتصاد برونو لومير، نيتها الاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وبحسب بيان للجبهة الانفصالية المدعومة من الجزائر، نشر مساء أول أمس الجمعة، فإن “البوليساريو وجهت نداء عاجلا لفرنسا من أجل الكف عن دعم المغرب في الصحراء لما له من مضاعفات سلبية على السلم والأمن في المنطقة”.

وجدد وزير الاقتصاد الفرنسي، برونو لومير، يوم الجمعة الماضي، التأكيد على نية بلاده دعم وتمويل مشروع الخط الكهربائي عالي الجهد الذي يربط المدينتين المغربيتين الداخلة والدار البيضاء، وكشف عن تمويل فرنسي لمشاريع المكتب الشريف للفوسفاط في مجال الهيدروجين الأخضر يفوق 300 مليون يورو، ورغبة باريس في الاستفادة من مشاريع مونديال 2030.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وبيان البوليساريو المشار إليه هو الثاني للجبهة الانفصالية كرد على إعلان فرنسا الاستثمار في الصحراء المغربية، وهو ما يفسره خبراء في قضية الصحراء بـ “التخوّف المتنامي للبوليساريو من توجه دولي وأوروبي حاشد نحو الخطوة الفرنسية”.

مخاض عسير عبد الفتاح الفاتحي، خبير في قضية الصحراء المغربية، قال إن “الجبهة متخوفة كثيرا من تحقق هاته الخطوة الفرنسية، خاصة مع تعويلها على إلغاء اتفاقية الصيد البحري بين بروكسيل والرباط، والترويج لأطروحتها الواهية داخل أوروبا”.

وأضاف الفاتحي، في تصريح لهسبريس، أن المخاض عسير على الجبهة في هذا التحدي، وستكون على وقع هزائم كبيرة للغاية، مشيرا إلى أن “الجبهة تحاول استباق هذا الأمر بإطلاق هاته البيانات”.

وأورد المتحدث أن “الجبهة فشلت على المستوى الديبلوماسي والحقوقي، وهي حاليا تحاول اللعب على أطروحة نهب الثروات، التي لم تقنع العالم، واليوم فرنسا تضع أموالها في أقاليمنا”.

وشدد الفاتحي على أن “الخطوة الفرنسية أصبحت تهدد آخر أوراق الجبهة من أجل تغليط الرأي العام الدولي والداخلي، وهي بالتالي تطلق بيانات واهية تعبر فقط عن ضعفها لا غير”.

إخفاقات متراكمة من جهته، قال محمد الغواطي، محلل سياسي، إن “البوليساريو ترى الخطوة الفرنسية تهديدا من لاعب تاريخي في الملف، له علاقات وتأثير واسع في المنطقة”.

وأضاف الغواطي، في تصريح لهسبريس، أن الخطوة الفرنسية هي “تكريس واعتراف بحقيقة كانت صعبة على باريس طيلة سنوات، والجبهة تراقب هذا التغير التاريخي الذي سيقطع الطريق أمام مناوراتها المشبوهة رفقة راعيتها الجزائر”.

وزاد أن “فرنسا، التي هي عضو في مجلس الأمن، تستثمر في الصحراء المغربية مقابل تراجع في أوضاع الجبهة الداخلية وإخفاقات ديبلوماسية متراكمة سواء قاريا أو إقليميا”.

وخلص الغواطي إلى أن “مبادرة الحكم الذاتي باتت أسهمها ترتفع وأصبحت واقعا ملموسا، وفرنسا اتخذت هاته الخطوة بعد تبينها الحقيقة الكاملة لمسلسل تم تحريفه منذ البداية من قبل الجزائر”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 3 قراءة)
.