أظهرت دراسة علمية جديدة قادها خبراء مغاربة وفرنسيون، تواجد النسر الذهبي النادر، أو ما يعرف علميا بـ “Aquila chrysaetos” بالصحراء المغربية حيث تم رصد عشرات الأزواج التي تتخذ من الصخور الجبلية موطنا لها.

الدراسة المنشورة من طرف المعهد العلمي التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، بينت أنه “في المغرب، يعتبر النسر الذهبي نادرا للغاية، ومنتشرا حصرا في المناطق الجبلية حيث قدّرت أعداده بنحو 500 زوج في أوائل الثمانينات، قبل أن يتم رصد تواجده أيضا في أقصى أقاليم المملكة بجهة الداخلة وادي الذهب، بأعداد تتراوح بين 10 و20 زوجا”.

وأضافت الدراسة ذاتها أن “تجميع عينات هاته النسور في مواقع متفرقة بالصحراء المغربية، بيّن أن تكاثرها في هاته المناطق غير منتظم، ويعتمد بالأساس على الظروف البيئية المواتية”، مشيرة إلى أن “النسور الذهبية بالصحراء المغربية تقتات على جثث الجمال، التي رصد أيضا أنها تنفق كثيرا بسبب توالي سنوات الجفاف”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} ويتعرض النسر الذهبي عموما إلى القتل من طرف الرعاة الرحل، إذ تتم محاربته بسبب قيامه باصطياد صغار الماعز، تتابع الدراسة عينها، مبرزة أن “الرعاة الرحل يضعون شبكات للصيد تقع فيها هاته النسور، ويتم بعد ذلك القضاء عليها”.

ومن الفرائس الأخرى التي يلجأ إليها النسر الذهبي بالصحراء المغربية ورصدها الخبراء واضعو الدراسة، الذئب الذهبي الأفريقي (Canis anthus)، وثعلب الروبللي (Vulpes rueppellii)، فيما يعتبر قط الرمال، الحلم الكبير للنسر الذهبي لاصطياده بسبب ندرته هو الآخر.

وبين المصدر نفسه أن “مساحة وادي الذهب ليست كلها ملائمة للنسر الذهبي، الذي يتطلب مناطق صخرية لتكاثره”، وذلك راجع إلى أن “منطقة الساحل عموما لا توفر وسطا بيئيا كافيا ليعيش فيه، حيث يحتاج إلى ظروف طبيعية وبيئية توفر الصخور والطعام والماء”.

وتبين أن النسر الذهبي بالصحراء المغربية، وفق توقعات الدراسة، “يقتات أيضا على أنواع أخرى من الحيوانات آكلة اللحوم المنتشرة في المنطقة، منها Ratel Mellivora capensis، أو ما يعرف بغرير العسل، وZorilla Poecilictis libyca المعروفة باسم فأر الخيل المخطط الصحراوي”، ومن المحتمل أن تكون هاته الفرائس عرضية فقط في نظامه الغذائي بسبب ندرتها.

وقال المصدر ذاته: “في الأول تم تسجيل ما لا يقل عن سبعة أزواج في المناطق التي شملها المسح بجهة الداخلة وادي الذهب، قبل أن تظهر عشرات الأزواج الأخرى تعيش بين الصخور في مناطق بأوسرد، وأزيفال، وسمميت”.

وأوضحت الدراسة التي حملت عنوان “النسر الذهبي (Aquila chrysaetos) في المنطقة الصحراوية على حدود المنطقة القطبية الشمالية الغربية.

.

حالة وادي الذهب (الصحراء المغربية الأطلسية)”، أن الخروج بهاته المعطيات تطلب مدة سنتين؛ إذ بدأت أولى المهمات سنة 2022، وتم التأكد منها ميدانيا في أواخر مارس 2024.

المغرب      |      المصدر: هسبرس   2024-05-02 10:05:06 (منذ: 2 أسابيع | 4 قراءة)