طلبة الطب والصيدلة يجددون المناداة بجلسات حوارية لتسوية "النقاط العالقة"

أياما معدودات بعد أن تحدث عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، عن الأزمة التي باتت تعرفها الدراسة بكليات الطب وطب الأسنان والصيدلة وتأكيده على “ضرورة التزام الطلبة بالعودة إلى فصول الدراسة بعد أن تمت الاستجابة لـ45 مطلبا من إجمالي 50 مطلبا تمت إثارتها”، أبى الطلبة المعنيون إلا أن يجتمعوا مجددا بالرباط لتدارس مستجدات الملف.

وجرت إقامة هذه الندوة بمقر الاتحاد المغربي للشغل التي حضرها الطلبة بغرض “إبداء حسن نية وإبراز مدى فتح الحوار أمام مختلف الجهات المعنية بإيجاد حلول لهذه الأزمة التي تدخل شهرها الخامس، ودعوة الوزارتين الوصيتين إلى حلول عاجلة بعد أن يتم التفاوض على النقاط التي لا تزال عالقة إلى حدود الساعة”، وفقا لتعبيرهم.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وتأتي هذه الخرجة الإعلامية الجديدة لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بعد أن ارتأوا تأجيل مسيرتين وطنيتين كان من المرتقب أن يتم تنفيذهما خلال 25 أبريل الماضي و6 ماي الجاري؛ وهو ما اعتبروه في وقت سابق بمثابة “بادرة حسنة لإعادة بناء جسور الحوار والتواصل”.

وأكد المتدخلون الخمسة الذين مثلوا طلبة المغرب ضمن الندوة ذاتها على “فتح الباب أمام جميع المعنيين بالملف بهدف التوصل إلى حلول، بعد أن شارف الموسم الدراسي على الانتهاء، حماية لحقهم في التكوين الجيد وضرورة إيضاح مستقبلهم”، آملين “تجاوز سيناريو السنة البيضاء”، ورافضين كذلك لـ”أي تشكيك في وطنية الآلاف منهم”.

في هذا الصدد، قال ياسر عاكف، عضو “اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب”، إن “هذه الدينامية الجديدة تأتي في إطار مساعينا للتعريف بقضيتنا التي باتت قضية رأي عام بعد أن فاقت مدة الاحتجاج خمسة أشهر، حيث كنا نتفادى بشدة التصعيد.

ولذلك، اعتمدنا مبدأ التدرج في مختلف برامجنا الاحتجاجية”.

وأضاف عاكف، في تصريح لهسبريس، أن “ما استدعى القيام بهذه الملتقيات التواصلية هو محاولة الوصول إلى حلول لمشاكلنا التي تراكمت منذ سنة 2015، إذ نريد أن نعرف مستقبلنا في ظل هذه المتغيرات؛ الأمر الذي دفعنا إلى فتح الحوار أمام الكل على حسب المستطاع واللجوء كذلك إلى وسطاء في هذا الصدد بإمكانهم الوصول إلى نتائج إيجابية”.

وأبرز المتحدث أنه “تعبيرا عن حسن نيتنا كطلبة قررنا تأجيل البرنامج النضالي ليومي 25 أبريل و06 ماي الجاري، حيث ما زلنا ننتظر التزام وزير التعليم العالي بتعهده داخل البرلمان بجلوسه على طاولة الحوار معنا كمعنيين بالأمر”، موضحا أن “الملف المطلبي في شموليته لا يخرج عن الأمور التي تتعلق بضمان جودة التكوين والرقي بالخدمات العلاجية المقدمة للمواطنين”.

وتوضيحا منه بخصوص مستقبل السنة الجامعية الحالية، أكد عضو اللجنة الوطنية المذكورة أن “سيناريو السنة البيضاء غير وارد ولا نبتغيه أساسا، إذ إنه نحبذ اللجوء إلى الحلول الأخرى المتوفرة؛ بما فيها تكديس الزمن الدراسي والتفرع للتحصيل العلمي خلال العطلة الصيفية، لأن الموسم الدراسي في عموميته قابل لإعادة الهيكلة”.

من جهته، قال محمد أيمن فتحي، ممثل مجلس طلبة الطب باللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، إن “نضال الطلبة ابتدأ منذ سنة 2022 التي تم فيها اعتماد قرار تخفيض سنوات الدراسة، حيث إن هذا القرار الذي لم يتم بطريقة تشاركية استنفر هؤلاء الطلبة من أجل تقديم مقترحاتهم ومطالبهم بهدف الوصول إلى قرارات توافقية ومناقشة النقاط الأساسية مع الجهات لمعنية، في التزام بمبدأ التدرج”.

وتابع فتحي ضمن مداخلته بالندوة ذاتها: “لقد بقينا، خلال السنتين الماضيتين، ننتظر أجوبة اتضح أنها تتأرجح بين الوجود والعدم؛ وهو ما دفعنا إلى الرفع من مستوى أنشطتنا الاحتجاجية، خصوصا بعد أن تعلق الأمر بخفض سنة من التكوين دون إعادة هيكلة لمراحل التكوين ككل، حيث إنه لو كان هنالك تجاوب وقتها لما دخلنا في إضراب مفتوح وصلت نسبة الالتزام به إلى 98 في المائة على الصعيد الوطني، فيما لم يكن النقاش مع الوزارة في مستوى التطلعات”.

ولفت المتحدث إلى أن “عددا من الأسئلة لا تزال بحاجة إلى أجوبة هي الكفيلة بإعادة الأمور إلى نصابها، في وقت يحضر الاستعداد للحوار؛ لكن لم يتم بعد الاستجابة له”، مبرزا أن “ما يدفعنا إلى القيام بهذه الخرجات هو أننا نريد بيان حسن نيتنا في الجلوس للحوار وتجنبا للمغالطات؛ الأمر الذي يعبر عنه تأجيل المسيرة الاحتجاجية”.

كما شدد ممثل مجلس طلبة الطب باللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة على “أهمية الحوار وضرورة الالتزام به خلال الفترة الحالية، حيث باتت التساؤلات مطروحة حول دواعي الاستمرار في هذه الأزمة، إذ نظل بحاجة إلى حل يرضي الوطن ويرضي مستقبلنا؛ بينما نرفض التشكيك في وطنية الآلاف من الطلبة”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.