معاداة للإنسانية !
معاداة للإنسانية ! السبت 04 مايو 2024 05:48 م زمن التضليل، و الخداع الذي كان يمارس فيه الكيان اللقيط أكاذيبه انتهى، و انكشف انكشافا لا يمكن معه العودة إليه.
إن الإجرام، و الهمجية المتوحشة التي عاش بها الكيان الصهيوني، ظهرت للعالم-اليوم- بأقبح الصور ، و أبشع الجرائم في حرب الإبادة بقطاع غزة، و سقطت كل الأقنعة، و وسائل الخداع التي كان يتمترس خلفها الكيان ، و يصور نفسه المظلوم ، و هو الظالم، و يقدم نفسه المعتدى عليه، و هو المعتدي الغشوم.
و تأتي عواصم لها تاريخها الاستعماري الضارب باستبداده في الزمان و المكان ؛ فتسارع بتقديم المبررات، و تصدير الأعذار للكيان، مبررة جرائمه و وحشيته الفاجرة بأنه في حال الدفاع عن النفس.
بعض تلك العواصم تجعل رمية حجر يلقيها طفل، مبررا لاستخدام الطائرات الحربية، و قصف الدبابات، و المدافع ؛ فتزعم تلك العواصم أن من حق الكيان الصهيوني الدفاع عن نفسه تجاه رمي الحجارة براجمات الصواريخ.
و تصل الأخبار الموثقة بالصور الحية و المباشرة لجرائم الإبادة التي تستهدف الطفل و المرأة لعاصمة من تلك العواصم أو أكثر؛ فتقول أشقاها، سمعنا عن انتهاكات ضد الفلسطينيين نحتاج إلى التأكد من صحتها.
.
و المريب أن يتصدر هذا القول أعلى المستويات القيادية للّعب على الوقت و تمييع الأثر الصادم للجريمة، و الصادم للمشاعر الإنسانية الحقة.
و حين تأتي الأكذوبة، بل الأكاذيب الملفقة على لسان مجرم الحرب نتن ياهو ، بأن هناك قطع رؤوس لأطفال يهود بتهم يرمي بها الفلسطنيين، فتتبنى نشرها على الفور أعلى القيادات الغربية و دون أن تقول هذه العاصمة أو تلك، أنها بحاجة للتأكد من صحة الادعاء، رغم أنه كذب بكل المقاييس و يعرف العالم كله بأن التهم الصادرة كاذبة من الأساس.
معاداة السامية، غدا سيفا مصلتا في وجه كل حقيقة، فالحديث عن حرب الإبادة في غزة معادة للسامية، و فضح جرائم التوحش الصهيوني تجاه أطفال غزة ؛ معاداة للسامية، و اعتصام الطلبة الأمريكيين رفضا لحرب الإبادة في غزة، يجعل إدارة البيت الأبيض تصدر فتوى أن اعتصامات طلاب الجامعات الأمريكية تلك معاداة للسامية،و مطالبة الشعوب الحرة بوقف إطلاق النار معاداة للسامية .
.
!! و حين ترتكب الآلة العسكرية الصهيونية كل الجرائم الهمجية و الوحشية بما تصنف تلك الجرائم بكل مقاييس الشرائع السماوية، و القانونيّة بأنها جرائم بشعة ضد الإنسانية، فتأتي عواصم الاستعمار لتقول بكل فجور أن ذلك دفاع عن النفس.
و تنجلي الحقيقة واضحة جلية للناظرين أنه ليس هناك أي عداء للسامية، و إنما هناك عداء مكشوف ضد الإنسانية، و ضد الحقوق الإنسانية، و ضد حرية التعبير، و ضد القانون الدولي، و ضد حقوق الطفل، و ضد المرأة، و ضد كل ما كانت تتشدق به عواصم الاستعمار التي انكشف أمرها اليوم، و غدت قيم حكوماتها عارية متصحّرة من كل القيم ، إلى حد خروج شعوبها و طلاب جامعاتها ينكرون عليها كل مواقفها المعادية للإنسانية ؛ و هي تقف موقف الرضا عن حرب الإبادة في غزة، و ضد الشعب الفلسطيني ككل.