بحراوي يؤرّخ للأغنية العصرية المغربية

تشكّل متعدّد، وانتشارٌ واسع، ثم توقّف بمتحف الموسيقى الغابرة.

.

مساراتٌ للأغنية المغربية العصرية يكتبها الناقد البارز حسن بحراوي في أحدث مؤلفاته، الذي صدر بعنوان “الأغنية المغربية العصرية التاريخ والاتجاهات”.

ويهتم هذا الكتاب بالأغنية المغربية بين مستورَدِها ومحلِّيِّها، وموسيقى النخب المغربية، وأصول الأغنية العصرية بالمملكة، وبدايات الأجواق وتكاثرها في البلاد.

كما يقدم هذا العمل معجما للملحّنين المغاربة، ومعجما لكُتّاب الكلمات، وكلمات من أغنيات عصرية شهيرة.

ومن بين كلمات الأغاني التي وثّقها الكتاب “قطار الحياة”، التي غناها عبد الهادي بلخياط وكتب كلماتها علي الحداني ولحنها عبد الرحيم السقاط، و”ما أنا إلا بشر”، التي غناها ولحنها عبد الوهاب الدكالي وكتب كلماتها أحمد الطيب العلج، و”آخر آه”، التي غنّاها عبد الوهاب الدكالي وكتب كلماتها محمد الخمار الكنوني ولحنها عبد السلام عامر، و”من ضي بهاك”، التي غناها محمد الحياني وكتب كلماتها علي الصقلي ولحنها عبد القادر الراشدي، و”أنشودة الحب” لأحمد البيضاوي التي كتب كلماتها علال الفاسي.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} ومن بين ما تطرق إليه الناقد حسن بحراوي في هذا العمل أسباب توقّف قطار الأغنية العصرية المغربية تقريبا، بعد أربعة عقود من الانتشار والتطور لـ”أغنية عصرية ذات هوية وطنية غير مستلبة”، تولّدت إثر تضافر جملة من العوامل الخارجية، خاصة الأغنية المشرقية المصرية مع الغناء التقليدي الأندلسي والغرناطي وطرب الملحون، واستلهام التراث الشعبي المحلي الرائج من قبيل العيطة والطقطوقة والبراويل.

ومن العناصر المفسّرة لهذا التوقّف رحيل الرواد الأوائل بسبب الشيخوخة أو المرض، وتوقّف آخرين عن الإنتاج بسبب قلة التحفيز وتغيّر وسائل التلقّي، التي صارت إلى تعقيد غير مقدور عليه من فيديوهات مصوّرة وإنترنت، إضافة إلى قلة اهتمام الإعلام السمعي البصري الوطني الذي صار يفضل عليها شقيقاتها المصرية والخليجية.

ومن آراء الباحثين التي يوردها البحراوي في باب التفسير هذا مواصلة “الجميع الإشارة بأصبع الاتهام إلى (الغزو المشرقي) في صورته الأكثر ضحالة، بوصفه السبب الرئيسي في تقهقر الغناء المغربي الذي لم يعد بوسعه مواجهة الموجات المتتالية وذات الإغراء الكبير في الإبداع والتقنيات”.

كما يذكر المصدر نفسه أن من التفسيرات التي وردت أن هذا أمر بدَهيّ في النهاية “بحكم حداثة عمر الأغنية العصرية المغربية الذي لم يتجاوز نصف قرن مما طبعها بالهشاشة وجعلها مرشّحة على الدوام للتراجع ومراوحة المكان”، مع حضور آراء تستحضر “الغياب شبه التام للمواكبة النقدية التي تحتاج إليها كل حركة فنية لتواصل الإنتاج والتطور”، و”غياب الوعي بتغير الذوق لدى الأجيال المتعاقبة وعدم الاهتمام بتجديد أساليب التلحين والأداء لكي تواكب تلك المتغيرات وتلبّي حاجاتها المستجدة لدى المتلقي”.

والنتيجة بعدما “فرغت الساحة تقريبا من أرباب التلحين والنظم والأداء من العهد السابق”، يتابع البحراوي، هي أن “الباب قد فُتح أمام أنماط غنائية (…) متسرعة الإيقاع، وخفيفة المحتوى؛ بحيث صار عمرها قصيرا قد لا يتجاوز الموسم الواحد، وذلك بالرغم من ملايين المستمعين الافتراضيين الذين جلبهم الاعتماد الذكي على شبكات التواصل الاجتماعي”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 4 قراءة)
.