أقدم عائلات «نبروه» تكشف أسرار السمك المملح

«شيخ الفسخنجية»، لقب الجد الذى حافظ عليه الأحفاد، ليتربعوا على عرش أقدم العائلات فى صناعة الفسيخ مع جودته فى مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية التى تُعرف بأنها «قلعة صناعة الفسيخ»، ومنذ فترة الخمسينات أنشأ الجد «مندوه شعير» أول مصنع لصناعة الفسيخ وبيعه، وكان صغيراً، رُفقة والده، ليستمر إخوته وأبناؤه وأحفاده فى تلك المهنة.

خالد ورث مهنة صناعة الفسيخ من أجداده يحكى خالد شعير أنه ورث هذه المهنة من أجداده: «كلهم كانوا شغالين فى صناعة وبيع الفسيخ، فالعائلة كبيرة هنا فى نبروه، وكل أبناء العائلة أصحاب محال بيع فسيخ ومنتشرين فى نبروه وبعض الأماكن فى القاهرة، وأنا من صغرى بساعد والدى فى صناعة وبيع الفسيخ لحد ما بقى عندى دلوقتى مصنعى ومجالى الخاص فى نبروه».

مهنة عريقة الحفيد الآخر محمد شعير يفتخر فى روايته بأن عائلته يعود تاريخها فى المهنة إلى أكثر من 90 عاماً: «ولادنا مكملين كمان وأهم حاجة الجودة زى ما اتعلمنا».

رواج كبير تشهده نبروه فى مواسم الأعياد وشم النسيم، لشيوع تلك الأكلة الشعبية، التى تجعل الجميع يتنافس على الابتكار وجذب الزبائن، فعمدت عائلة شعير إلى بيع تلك البدعة التى أحبتها العديد من السيدات وأقبلن على شرائها، فيصفه مسعد شعير بأنه «فسيخ جاهز للأكل»، ويشرح طريقة تحضيره: «إحنا بننضف الفسيخ ونخرّج اللحم ونحطه فى برطمانات أو علب داخلها كمية معينة من زيت الطعام علشان مايفسدش ويمكن حفظه لأكتر من يوم ويكون جاهز مباشرة للأكل»، أعجب الأمر السيدات، حسب رواية شعير، حتى إنهن يسألن عن طريقة تعبئته فى برطمانات ليصنعنه فى المنزل.

سر شهرة مدينة نبروه فى صناعة الفسيخ ويُرجع خالد شعير جودة الفسيخ إلى اختيار السمك النظيف والطازج والسمين، وأهم شىء فى هو شراء الفسيخ الجيد، حيث يجب أن تتعامل المصانع والمحال مع مزارع معروفة ومضمونة ومعروف عنها استخدام أعلاف جيدة، فالاهتمام بالنظافة الكاملة واتباع قواعد وأصول المهنة والالتزام بالتعليمات الصحية هى سر نجاح وشهرة مدينة نبروه فى صناعة الفسيخ، لتتحول من قرية إلى مدينة «نبروه» فى عام 1989، إذ يوجد بها ما يقرب من 100 محل، ويعمل بتلك المهنة العديد من الشباب، ما جعل تلك المدينة تتميز بأقل نسبة بطالة.

ومع اقتراب موسم شم النسيم يتزايد الإقبال على شراء الفسيخ، ويتوافد المواطنون من كل المحافظات إلى نبروه لشرائه لجودته العالية وحسن تخزينه.

التفريق بين الأسماك السليمة والفاسدة ويحكى عطية اليمانى، بائع فسيخ وصاحب محل، أنه يمكن التفريق بين الأسماك السليمة والفاسدة عن طريق المنظر الجمالى لها والقوام الذى يجب أن يكون سليماً ومتماسكاً بعيداً عن التعفن والشكل الخارجى غير السليم، وكذلك اللون الوردى للسمك يدل على نضجه وسلامته، ولكن تبقى النصيحة الأهم وهى الأمانة والنظافة بالنسبة للعاملين فى تلك المهنة، وطريقة التمليح وكذلك النظافة الشخصية ونظافة المحل والمخازن التى توضع فيها الأسماك، وأن توضع الأسماك فى براميل مصنوعة من الخشب وليس البلاستيك.

تاريخ نبروه يفتخر به أحمد الصياد بائع فسيخ وصاحب محل: «نبروه تختلف عن باقى المدن فى صناعة الفسيخ وبشتغل فيها من أكتر من 20 عاماً، ومفيش شارع مفيهوش محل لبيع الفسيخ، وبقت المدينة قبلة المشاهير والفنانين فى الوطن العربى».

[7:33 م، 2024/5/5] أستاذة هبة حسنين: صحى ولذيذموالح بـ«الهيمالايا» لسلامة الضغط والقلب و«الدايت».

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.