في ذكرى ميلادها.. «ماجدة» أجبرت رشدي أباظة على حبها وأسرتها رفضته

لم تعش طفولتها كباقي أقرانها، إنما كانت تسبح في عالم بعيد تصنعه مخيلتها النشطة وذهنها اليقظ المتوقد وأفكارها التي كانت تسابق عمرها وتسبقه، لم تكن طفلة عادية، إنما كان سلوكها مثيرا لاهتمام من حولها، فابنة الـ5 أعوام شعرت بأنها أكبر من لهو الأطفال، وعليها أن تنتبه جيدا لتحقيق أحلامها بدخول الفن، فبدأت بالقراءة العميقة المتأنية، فضلا عن الاستمتاع بالموسيقى ليشهد عام 1949 ميلاد نجمة من الزمن الجميل، إذ كانت إطلالتها الأولى أمام الراحل إسماعيل يس في فيلم «الناصح»، الذي صورته سرا بعيدا عن أعين أسرتها؛ لينشأ خلاف بين أسرتها وصناع الفيلم، لكنها استكملت دورها ببراعة لتتوالى أدوارها التي خلدتها.

ذكرى ميلاد الفنانة ماجدة حب المولودة في 6 مايو عام 1931 للموسيقى، كان سببا في تميزها وجعل الكثيرين يتساءلون عن تلك الطفلة التي شردت بعينها وأبحرت في عالم الفن ببراعة منذ صغرها، بحسب ما نُشر في عدد مجلة الإذاعة والتلفزيون رقم 1294 الصادر في 2 يناير عام 1960، إذ كانت كل البشائر تقول إننا أمام مولد نجمة عبقرية، وهو ما حدث إذ ذاع صيتها في الشرق والغرب، وشهد العالم ميلاد فتاة رقيقة سمراء في مطلع الشباب تقدم فنا جديدا لم تشهده السينما العربية من قبل: «كان فنها عميق ينبض بالصدق والأصالة، ويقوم على الفهم والثقافة والعمق، لذلك أحبها الجمهور وتعلق بها».

لم يكن طريق الفنانة ماجدة مليئا بالورود، بل كان صعبا تحفه الصعوبات والأشواك، طريق الشهرة والمجد الذي بدأته بنجاح قوي، وكان لزاما عليها أن تستكمله بقمة النجاح الذي بدأته: «كان طريقها صعبا وقي قلبها إيمانا بنفسها وبفنها، وفي صدرها ذلك الحافز الخفي الذي يعيش في أعماق كل فنان، يلهمها الطريق الصعب ويلهب إرادتها ويوجه طاقتها نحو الإبداع، مضت في طريقها واضعة في اعتبارها كل الذين سقطوا من قبل، فصنعت لنفسها زاوية لم يسر فيها من سبقوها، مليئة بالإصرار والتحدي والمثابرة وتحقيق الأهداف حتى أصبحت أصغر منتجة وموزعة في سن الـ25 عاما».

بداية ماجدة الفنية الفنانة ماجدة، التي كانت تسير بقدمين ثابتتين، تعرف مكانها وأهدافها، لذلك أجبرت رشدي أباظة على حبها، لكن أسرتها رفضت ذلك الارتباط: «تركت كل ما يحبطها وراء ظهرها، واتخذت لنفسها طريقا مميزا صنع منها النجومية، لذلك أحبها رشدي أباظة لبراعتها وفنها الصادق الأصيل القوي الرصين الذي فرض نفسه على الجميع حتى تغنى بها العالم وارتفعت إلى مصاف أرقى الفنانات العالميات».

سن الـ25 عاما، كان فاصلا في حياة ، إذ أنتجت أرقى ما عرفته الشاشة العربية من الأفلام رفيعة المستوى، وخاضت معركة الحرية والكرامة الإنسانية، فقدمت إلى أحرار العالم مأساة الشعب الجزائري، وحينها استطاعت أن تهز الضمير العالمي وتسمع صوت الشعب الجزائري إلى العالم أجمع.

كيف نقلت ماجدة معاناة العرب بفنها؟ لم تقف الفنانة ماجدة عند نقل معاناة الشعب الجزائري، بل خاضت معركة من أجل إنهاء التفرقة العنصرية من خلال فيلمها «أنا أسود»، تناولت فيه التفرقة العنصرية، وما يعانيه الملونون من إذلال، وهو الفيلم الذي أحدث ضجة حينها في العالم، لتكمله بفيلم «المراهقات»، الذي تناول فكرة المراهقة وحياة المراهقات وأحلامهم وواقعهم، وشاركها في بطولته رشدي أباظة، الذي عشقها وتقدم لخطبتها لكن رفضت أسرتها.

استطاعت الفنانة ماجدة إتقان كل دور تقدمه حتى أن الفنانين لقبوها بـ«النداهة التي أحبها الجميع»، إذ أتقنت كل الأدوار التي أدتها، فضلا عن منح شهرة كبيرة لكل عمل تقدمه والحياة لأي قصة تنتجها، كما أنها الفنانة التي أرخت نهضة السينما وتركت ورائها إرثا فنيا ممتدا لأكثر من 40 عاما قبل رحيلها.

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.