تطويق أمني بالعاصمة يحول "مسيرة الصمود" لأطباء الغد إلى "وقفة الحشود"

عاد طلبة الطب إلى استئناف برنامجهم النضالي، عقب التأجيل الأخير للتعبير عن “حسن النية”؛ غير أن “عدم تجاوب الحكومة معهم” أخرجهم إلى الشارع من جديد، راغبين في تنظيم مسيرة احتجاجية وسط العاصمة الرباط اختاروا لها شعار “مسيرة الصمود”، لكن تم منعهم من قبل الأمن واكتفوا بالوقوف بالقرب من ساحة باب الأحد بالرباط.

واحتج الطلبة، اليوم، مرتدين وزراتهم البيضاء ومعبرين عن تمسكهم بالنضال حتى تحقيق مطالبهم، مؤكدين أن مصير “سنة بيضاء” لا يرغبون فيه؛ لكنهم “سيظلون صامدين”، مهما كانت الظروف.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} محمد هجوجي، ممثل طلبة كلية الطب وطب الأسنان والصيدلة بوجدة، علق قائلا: “لا ندري سبب هذا التضييق وهذا المنع، بحضور أعداد كبيرة لقوات الأمن، رغم أنه من المعروف أن الأشكال الاحتجاجية للطلبة تكون راقية ولا تعرف أي تخريب أو أي شيء”.

وقال ياسر عاكف، عضو باللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، إن “مسيرة اليوم، التي تم منعها، تأتي في إطار برنامج نضالي سطرناه مسبقا وكان من المقرر القيام بها يوم 25 أبريل الماضي؛ لكننا اخترنا التأجيل مسبقا تعبيرا عن بادرة حسن النية”.

وتابع عاكف ضمن تصريح لهسبريس: “قررنا الاحتجاج نظرا لعدم الاستجابة لنا، أو حتى فتح الحوار”، مؤكدا أن “الاحتجاج هو وسيلة ليس غاية؛ وهو من أجل تحقيق مطالب مشروعة”.

وأبرز عاكف أن “احتقان في كليات الطب ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة ضبابية في القطاع منذ التعديلات الأخيرة”، قائلا: “نحن كطلبة ليس لدينا رؤية واضحة إلى حد الآن.

.

والطلبة لهم الحق في مسار واضح بدون تشويش”.

وأكد أنه “حين إدخال الإصلاحات لم نكن عدميين ولم نقل لا منذ البداية؛ لكن اليوم لا يبدو أن هناك وضوحا في الرؤية، فمثلا لم تصدر الحكومة إلى حد الساعة أية مسودة تهم السلك الثالث”.

وقال: “للأسف، اليوم الحكومة لم تستجب لبادرة حسن النية، ولم تفتح باب الحوار.

ولهذا، نجد أنفسنا في الشارع للاحتجاج؛ فيما الطلبة مكانهم الدراسة، وليس الحج من جميع مناطق البلاد للاحتجاج”.

وأردف الطالب: “كلنا أمل في أن نجد عقولا راشدة تستجيب للطلبة وأولياء الأمور”.

أما بخصوص إمكانية حدوث سيناريو “سنة بيضاء”، قال عاكف: “الطلبة لم يكونوا سببا في سنة بيضاء، ولا يمكن العودة إلى المدرجات بدون أي تقدم أو برنامج واضح”.

وتابع: “في حال الاستجابة لنا، ليس لنا مشكل حتى في الدراسة في الصيف لتعويض الساعات الضائعة والتفرغ الدراسي لتفادي ضياع السنة”.

من جانبها، قالت سهى، طالبة طب مشاركة في الاحتجاجات: “كل ما نطالب به هو فتح باب الحوار لحل المشاكل لنعود الدراسة”، مؤكدة بدورها على استمرار البرنامج النضالي حتى تحقيق المطالب.

وأضافت سهى: “صمدنا لأربعة أشهر وسنزيد في الصمود إلى حين تحقيق المطالب”، معتبرة أن “السنة البيضاء أهون من مستقبل أسود، والمستقبل البعيد أهم من القريب”.

وفي ندوة صحافية، عقدت الخميس الماضي بمقر الاتحاد المغربي للشغل بالرباط، للتعريف بالملف المطلبي لهذه الفئة “وتنوير الرأي العام بشأن تطوراته”، جدّد طلبة كليات الطب بالمغرب التأكيد على “الانفتاح على أية مبادرة للوساطة لحل الملف”.

يُشار إلى أن عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، كان أكد، في حوار إعلامي، أن سيناريو السنة البيضاء “أمر غير وارد؛ لأن الأساتذة يواصلون التدريس، وهناك طلبة لا يقاطعون الدراسة”، معبّرا عن انفتاح حكومته على الحوار بشأن النقاط العالقة، وداعيا الطلبة إلى “ضرورة العودة إلى الكليات”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 3 قراءة)
.