الدولار الأمريكي يفقد بريقه: هل حان وقت التغيير؟

المستقلة/- يشهد العالم تحولًا ملحوظًا في مشهد العملات العالمية، حيث تسعى بعض الدول جاهدة لتنويع احتياطياتها وتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي.

وتأتي هذه التحولات مدفوعة بمزيج من العوامل، تشمل:الهزات الجيوسياسية: جائحة كوفيد-19 والصراع في أوكرانيا أديا إلى زعزعة الثقة في استقرار النظام المالي العالمي، مما دفع بعض الدول إلى إعادة تقييم اعتمادها على الدولار الأمريكي.

المصالح الأمنية القومية: تسعى الدول إلى تقليل مخاطر التعرض للعقوبات الأمريكية أو الابتزاز المالي، من خلال تنويع احتياطياتها ونطاقات تداولها.

تزايد قيمة العملات البديلة: عملات مثل اليورو واليوان الصيني تكتسب قوة وازديادًا في الاستخدام، مما يجعلها بدائل أكثر جاذبية للدولار الأمريكي.

وتشير نائبة مديرة صندوق النقد الدولي، غيتا غوبيناث، إلى أن “بعض الدول تعيد النظر في اعتمادها الكبير على الدولار الأمريكي، في المعاملات والاحتياطيات الدولية”.

وإحصائيًا، لا يزال الدولار الأمريكي مهيمنًا، حيث يشكل 80٪ من تمويل التجارة العالمية و 60٪ من احتياطيات النقد الأجنبي.

ولكن، تُظهر التحولات داخل الكتلة الصينية نموذجًا مثيرًا للاهتمام، حيث انخفضت حصة الدولار الأمريكي في مدفوعات تمويل التجارة منذ عام 2022، بينما تضاعفت حصة اليوان الصيني (الرنمينبي)يُضيف إيلون ماسك، رجل الأعمال الأمريكي، تحذيره إلى المشهد، مشيرًا إلى أن تزايد عدم الثقة في الولايات المتحدة بسبب مشكلة الدين العام قد يُهدد قيمة الدولار الأمريكي.

هل حان وقت التغيير؟لا يزال من المبكر الجزم بنهاية هيمنة الدولار الأمريكي.

ولكن، تُظهر التحولات الجارية رغبة متزايدة في نظام مالي عالمي أكثر توازناً وتنوعًا.

وتُشير غوبيناث إلى أن “العالم بحاجة إلى نظام نقدي دولي مفتوح ومستقر وشفاف”.

وإلى أن يتحقق ذلك، ستظل الدول تبحث عن بدائل تخدم مصالحها الاقتصادية والأمنية القومية بشكل أفضل.

ما هي النتائج المترتبة على ذلك؟نظام مالي عالمي أكثر توازناً: قد يؤدي تقليل اعتماد الدول على الدولار الأمريكي إلى توزيع المخاطر بشكل أفضل في النظام المالي العالمي وتقليل تأثير الهزات في بلد واحد على بقية العالم.

فرص جديدة للتجارة والاستثمار: قد تفتح تنويع العملات فرصًا جديدة للتجارة والاستثمار بين الدول التي تقلل من اعتمادها على الدولار الأمريكي.

تحديات للنظام المالي الأمريكي: قد يواجه النظام المالي الأمريكي تحديات في الحفاظ على مكانته المهيمنة، مما قد يتطلب إجراء تغييرات في السياسات الاقتصادية والمالية.

 تُشير التحركات الجارية إلى تحول هام في مشهد العملات العالمية.

وإلى أن تتضح ملامح هذا التحول بشكل كامل، يبقى التأثير طويل المدى على الاقتصاد العالمي غير مؤكد.

مرتبط نسخ الرابط تم نسخ الرابط

العراق      |      المصدر: وكالة الصحافة المستقلة    (منذ: 2 أسابيع | 5 قراءة)
.