مراسلو «القاهرة الإخبارية».. أبطال على خط النار لإمداد المشاهدين بمتابعة لحظية للأحداث

لم تثنهم الظروف الصعبة عن أداء واجبهم المقدس، رائحة الموت والدمار تسيطر على الأرجاء، وأصوات القصف الممزوجة بصراخ الثكالى تصم الآذان، يقبضون بأيديهم على الميكروفون، لتنقل كاميراتهم الصورة كاملة، رغم مواجهتهم الموت فى كل دقيقة تمر وكأنها دهر، فى سبيل تقديم صورة حقيقية للعالم حول جرائم العدوان الإسرائيلى الغاشم، وممارساته الدموية، لينجح مراسلو قناة «القاهرة الإخبارية»، فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، فى نقل حقيقة ما يحدث على أرض غزة، منذ بداية العدوان فى أكتوبر الماضى، وحتى اللحظة.

حرفية شديدة يتميز بها مراسلو «القاهرة الإخبارية» فى تغطية الأوضاع بالأراضى الفلسطينية، حيث أثبتوا مهنية شديدة فى التعامل مع الأحداث، رغم نقص إمدادات الكهرباء والاتصالات والخدمات الرئيسية، نجحوا فى أداء عملهم وسط عمليات القصف، التى أسقطت آلاف الشهداء، منهم زملاء فى المهنة، على يد قوة غادرة، لا تحترم القوانين والمعاهدات الدولية الخاصة بالعمل الإعلامى، وطال غدرها «أحمد فطيمة»، مراسل القناة، الذى استشهد أثناء أداء رسالته فى رصد اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلى بمحيط مستشفى «الشفاء»، لتستهدفه إحدى القذائف.

تتسع قائمة المراسلين الذين أدوا عملهم تحت نيران قصف الاحتلال، لتضم كلاً من «منى عوكل، ودانا أبوشمسية، وبشير جبر»، ونقلوا الصورة والمعلومة الكاملة بشجاعة، ووثقوا جرائم جيش الاحتلال فى مواجهة الميليشيات الإعلامية المضللة للرأى العام فى العالم، متحدين الصعاب والظروف غير الآدمية التى تواجههم وتواجه عائلاتهم ومحبيهم.

الكاتب والإعلامى محمد سعيد محفوظ، أشاد بالثبات الانفعالى الذى أظهرته مراسلة «القاهرة الإخبارية» فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، دانا أبوشمسية، فى وجه التهديدات والمضايقات التى تعرضت لها أمام عدسات الكاميرات من المستعمرين اليهود، قائلاً: «كل التحية للزميلة دانا أبوشمسية، مراسلة القاهرة الإخبارية، على ثباتها الانفعالى أمام تهديدات المستوطنين خلفها، ولكن ذلك لم يؤثر على هدوء وتماسك دانا، وتدفق معلوماتها بشكل مهنى منظم».

وكذلك، وصف الدكتور سامى عبدالعزيز، عميد كلية الإعلام الأسبق، تجربة «القاهرة الإخبارية» بأنها تشهد تطوراً ملحوظاً يوماً بعد يوم، خاصةً أن المنافسة قوية وشديدة، حيث سبقتها قنوات إخبارية عربية بتمويل ضخم، وحدود تاريخها أقوى وتجاربها أعمق: «القناة دخلت منطقة تنافسية، وأثبتت وجودها فى ظل الأحداث الكبرى، وهو جهد كبير من القائمين على القناة»، وأضاف قائلاً، لـ«الوطن»، إن القناة تمضى على طريق التطور والنضج بشكل واضح منذ بداية انطلاقها، خاصةً فى تغطية الأحداث بشكل عام، ثم جاءت أحداث غزة تحديداً، وأصبح لديها شبكة من المراسلين المهنيين، لإشباع رغبة المشاهدين، من خلال تقديم تغطيات إخبارية لحظة بلحظة، وهذا ما كان يحتاجه المشاهد فى هذه الفترة.

بدوره، قال الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، إنّ قناة «القاهرة الإخبارية»، التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إضافة قوية ومميزة لأدوات الإعلام المصرى من جانب، ولوسائل الإعلام الإقليمية من جانب آخر، وذلك بسبب تمركزها الفريد، وأضاف، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن «القاهرة الإخبارية استطاعت أن تكون مصدراً أساسياً للعديد من وسائل الإعلام العربية والدولية فيما يتعلق تحديداً بأحداث غزة، وتفاصيل مفاوضات الهدنة الصعبة، وحالة إنفاذ المساعدات، واستفادت من تمركزها النادر فى مصر، الملاصقة لغزة والمنخرطة بقوة فى جهود الوساطة، كما أن المنظور الذى تتبناه القناة يركز على المهنية والتوازن، وهو الأمر الذى يعكس مصداقيتها سريعاً، وباتت وسائل إعلام رئيسية تنقل عنها، بسبب تمتعها ببعض الأخبار الحصرية».

وتابع: «استفادت القاهرة الإخبارية من قدرتها على الوصول إلى مصادر نوعية مطلعة على تطورات الأحداث، وخلقت رؤى مختلفة، وبالتالى تحولت القناة إلى مصدر اعتماد أساسى، وهذا الأمر ساعدها على تطوير وضعها بين القنوات العربية والدولية الرئيسية، خصوصاً فى هذا الحدث، الذى بات محل أنظار العالم أجمع»، مشيراً إلى أن السنوات القليلة المقبلة ستشهد المزيد من التطور فى الأداء المهنى لقناة «القاهرة الإخبارية»، وسيضيف ذلك لأدوات الإعلام المصرى ووسائل الإعلام العربية.

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 2 أسابيع | 3 قراءة)
.