الحوثيون يصعّدون حملة "تطهير مذهبي".. استهداف ممنهج للتيار السلفي وسط صمت دولي

الحوثيون يصعّدون حملة "تطهير مذهبي".. استهداف ممنهج للتيار السلفي وسط صمت دولي

الحوثيون يصعّدون حملة "تطهير مذهبي".

.

استهداف ممنهج للتيار السلفي وسط صمت دولي ما رست مليشيا الحوثي الارهابية كل انواع الاقتحامات والاعتقالات وقصف منازل وتحويل مساجد إلى أماكن لتعاطي القات و ارسلت حملات تهدد حرية المعتقد والتنوع المذهبي في اليمن في تصعيد خطير يصفه حقوقيون بأنه يمثل "تطهيراً مذهبياً ممنهجاً"، تواصل جماعة الحوثي استهداف التيار السلفي في مناطق سيطرتها، عبر سلسلة من الانتهاكات شملت القتل والاعتقال واقتحام المساجد ومصادرة الممتلكات، في انتهاك صارخ لحرية المعتقد والمواثيق الدولية والدستور اليمني.

مقتل داعية سلفي في ريمة: بداية مشهد دمويفي محافظة ريمة، لقي الشيخ صالح حنتوس، أحد أبرز دعاة التيار السلفي، مصرعه بعد اقتحام منزله من قبل مسلحين حوثيين، وشنّ قصف مباشر عليه بقذائف الهاون، ما أسفر عن مقتله وإصابة زوجته وعدد من أقاربه.

مصادر محلية أفادت أن سبب الهجوم كان اتهام الشيخ بإقامة حلقات لتحفيظ القرآن الكريم دون إذن من الجماعة، في إطار سياسة الحوثيين لفرض رقابة مشددة على التعليم الديني.

اعتقالات واقتحامات في إب وذمار وعمرانفي محافظة إب، اقتحم مسلحون حوثيون مسجد السنة في مديرية العدين، واعتدوا على الإمام والطلاب، قبل طردهم وتحويل السكن التابع للمسجد إلى مقر لعناصرهم.

الحادثة جاءت بعد سيطرة الجماعة على جامع النساء في المديرية ذاتها وتحويله إلى مقر تدريبي.

وفي عمران، داهمت عناصر حوثية مسجد الشيخ عايض مسمار بمدينة خمر، واعتقلت عدداً من طلاب العلم والمشايخ، من أبرزهم الشيخ خالد مصارط، وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة.

أما في ذمار، فقد شهدت المنطقة حملة مداهمات واعتقالات طالت عدداً من الدعاة وطلاب العلم، وسط مزاعم بـ"نشر الفكر الوهابي"، ما أدى إلى إغلاق عدد من الحلقات الدينية.

تحويل المساجد وتغيير هويتهاوفق شهادات محلية، شرعت الجماعة في تغيير ملامح العديد من المساجد، من خلال تعيين أئمة موالين لها، وفرض خطب دينية تتماشى مع أيديولوجيتها.

بعض المساجد تم تحويلها إلى أماكن لتعاطي القات أو مساكن لعناصر الجماعة المسلحة، ما أثار استياء سكان المناطق، واعتبر انتهاكًا لقدسية دور العبادة.

توثيق حقوقي: نمط متكرر من الانتهاكاتتقرير صادر عن اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان رصد أكثر من 42 انتهاكًا مباشرًا بحق سلفيين خلال عامي 2018 و2019، شملت القتل خارج القانون، الاعتقال التعسفي، الإخفاء القسري، وتفجير المساجد.

وأكدت منظمة سام للحقوق والحريات في بيان لها عام 2021 أن ما يجري يمثل "سياسة تطهير مذهبي صامت"، محذّرة من أن "الاستهداف قد يتوسع ليشمل فئات أخرى غير منسجمة مع فكر الجماعة".

في السياق ذاته، ذكرت هيومن رايتس ووتش في تقريرها السنوي لعام 2022 أن الحوثيين "قيدوا حرية التجمع والتعليم الديني، وشنوا حملات اعتقال ممنهجة بحق معلمين وطلاب ودعاة من التيار السلفي".

انهيار اتفاقات التعايشالتيار السلفي كان قد وقع اتفاقات تعايش مع الحوثيين في أعوام 2014 و2015 و2019، نصت على احترام الحريات الدينية وعدم التدخل في الأنشطة الدعوية.

لكن تلك الاتفاقات، وفق ناشطين، تحولت إلى "حبر على ورق"، مع تصاعد حملات الاستهداف والتضييق.

خرق للقوانين الدولية والدستور اليمنييرى مركز الخليج لحقوق الإنسان أن ما تقوم به جماعة الحوثي يمثل انتهاكًا صارخًا للمادتين 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، اللتين تكفلان حرية الفكر والمعتقد وممارسة الشعائر الدينية.

غياب الردع وصمت دولي مقلقرغم التوثيق الواسع لهذه الانتهاكات، تواصل المنظمات الدولية والأطراف الأممية الصمت، مكتفية بتصريحات "قلق" دون اتخاذ أي خطوات عملية أو ضغط دولي جاد.

أما الحكومة اليمنية، فاقتصرت ردودها على إدانات إعلامية متفرقة، دون إجراءات واضحة لحماية المواطنين المستهدفين أو وقف الحملة.

وفي ختام التقرير لابد من الاشارة الى خطر يهدد النسيج الاجتماعي بظل الانتهاكات المتواصلة بحق التيار السلفي في مناطق الحوثيين تمثل، بحسب مراقبين، تهديدًا مباشرًا للتنوع الديني والمذهبي في اليمن، وتمهّد لصراعات مذهبية طويلة الأمد تهدد السلم الاجتماعي وتفكك النسيج الوطني.

ويحذّر ناشطون من أن استمرار هذا النهج دون تدخل وطني ودولي حاسم قد يؤدي إلى إقصاء كامل لفئات دينية واجتماعية، ما يعمّق الأزمة اليمنية ويعقّد أي جهود مستقبلية للمصالحة.

اليمن      |      المصدر: المنتصف نت    (منذ: 4 ساعة | 1 قراءة)
.