هل يتحول اليورو القوي إلى عبء على البنك المركزي الأوروبي؟

هل يتحول اليورو القوي إلى عبء على البنك المركزي الأوروبي؟ يُشكل الارتفاع المستمر في قيمة اليورو محور اهتمام البنك المركزي الأوروبي، فبعد صعود العملة الموحدة بنحو 14 بالمئة مقابل الدولار الأميركي هذا العام، بدأت تُطرح استفسارات حول الآثار المحتملة لهذا التطور.
ففي حين تزامن هذا الارتفاع مع تراجع معدلات التضخم نحو الهدف المحدد عند 2 بالمئة، يُعرب مسؤولو البنك المركزي الأوروبي عن قلقهم من أن يُصبح هذا الاتجاه تحدياً، مما يطرح سؤالاً جوهرياً: هل يُصبح اليورو القوي عبئاً حقيقياً على البنك المركزي الأوروبي، أم أن ارتفاعه سيُعرقل استقرار الأسعار ويُضر بقدرة أوروبا التنافسية؟بدأ مسؤولو المركزي الأوروبي يشعرون بالقلق من أن الارتفاع السريع لقيمة اليورو قد يُعيق جهودهم لتثبيت التضخم عند 2 بالمئة.
فمع اقتراب العملة من أطول سلسلة مكاسب لها منذ أكثر من عقدين، كان هذا الموضوع بارزاً في الاجتماع السنوي للبنك المركزي الأوروبي في سينترا بالبرتغال، بحسب تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ" واطلعت عليه سكاي نيوز عربية.
وحذّر نائب الرئيس، لويس دي غويندوس، من أن تجاوز سعر الصرف 1.
20 دولار سيكون إشكالية، مُشيراً إلى أن "أي شيء يتجاوز ذلك سيكون أكثر تعقيداً بكثير".
وأوضح التقرير أن جزءاً كبيراً من صعود اليورو يُعزى إلى ضعف الدولار، حيث أثرت حملة التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الثقة، مما دفع المستثمرين خارج الولايات المتحدة.
هذا التحول لاقى ترحيباً في البداية، ليس فقط لقدرته على مكافحة التضخم، بل كفرصة لتعزيز دور العملة الأوروبية المشتركة على الساحة العالمية.
مخاوف تتجاوز المستويات التقليديةتُشير سلسلة التصريحات الأخيرة الصادرة عن مسؤولي البنك المركزي الأوروبي، التي تجاوز العديد منها الخطوط القياسية للبنك والتي تفيد بأن العملة هي مجرد أحد العوامل العديدة التي يتم تقييمها وأنه لا يتم استهداف مستوى معين، إلى أن بعض صانعي السياسات على الأقل أصبحوا أقل ارتياحاً.
يُفهم أن هذا القلق ينمو بسبب احتمال أن يؤدي اليورو القوي إلى ضغوط انكماشية إضافية، بالإضافة إلى مخاطر إلحاق الضرر بصناعة التصدير التي تُعاني بالفعل.
وصرّح كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي، فيليب لين، بأن ما شوهد حتى الآن "يبدو دائماً، ولكن بالطبع نحن فضوليون جداً لمعرفة ما سيحدث بعد ذلك".
وقال كارستن برزيسكي، رئيس قسم الاقتصاد الكلي في بنك ING: " لا يريدون الاعتراف بذلك بعد، لكن اليورو القوي سيشكل مصدر قلق متزايد.
في النهاية، لن يؤدي المزيد من تعزيز اليورو إلى مزيد من الضغط الانكماشي فحسب، بل أيضاً خطر الضرر الاقتصادي على صناعة التصدير التي تعاني بالفعل - وهو ما يكفي لتبرير المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة.
"