وفاة الفيلسوف الليبي نجيب الحصادي.. مسيرة أكاديمية وفكرية حافلة

توفي والمفكر الليبي نجيب الحصادي، مساء أول أمس الأربعاء عن عمر ناهز السبعين عاماً، بعد مسيرة فكرية وأكاديمية امتدت لعقود، وترك خلالها بصمة واضحة في مجال الفلسفة وفكر التنوير في والعالم العربي.
وقد لقي خبر وفاته صدى واسعاً بين الأوساط الثقافية والأكاديمية في ليبيا وخارجها، حيث صدرت بيانات نعي من حكومة الوحدة الوطنية ومن الجامعات الليبية، ودوائر فلسفية أوروبية، وكذلك من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، التي اعتبرت الحصادي "من الشخصيات العلمية والفكرية التي أسهمت في دعم الحوار والبحث الأكاديمي خلال مراحل مختلفة من تاريخ البلاد الحديث".
خلفية أكاديمية وُلد نجيب الحصادي عام 1955 في مدينة درنة الليبية، وتلقى تعليمه الجامعي والعالي في الفلسفة داخل ليبيا وخارجها، حيث حصل على درجة الدكتوراه في فلسفة العلوم من المملكة المتحدة.
شغل منصب أستاذ الفلسفة في جامعة عمر المختار بمدينة البيضاء، وشارك في تأليف وترجمة عدد من الكتب المتخصصة في الفلسفة وفكر الحداثة وفلسفة العلم.
كما حاضر في مؤتمرات علمية دولية وكان عضواً في عدد من الهيئات الفكرية.
مؤلفاته ومجالات اهتمامه ركز الحصادي في أعماله على فلسفة العلم، المنطق، الفلسفة السياسية، والتعليم، ونشر العديد من الكتب والمقالات العلمية باللغتين العربية والإنجليزية.
من أبرز كتبه: "مداخل إلى فلسفة العلم"، "قراءات في فلسفة كارل بوبر"، "العقلانية النقدية"، إلى جانب ترجماته لعدد من الأعمال الفكرية والفلسفية.
كما ساهم في النقاشات المتعلقة بإصلاح التعليم في ليبيا، ونشر مقالات رأي تتعلق بمسائل الفكر، الحرية الأكاديمية، والدولة المدنية، من منظور فلسفي وتحليلي.
تفاعل محلي ودولي نعاه عدد كبير من زملائه وطلابه وأكاديميين من مختلف أنحاء العالم العربي، كما أعربت جهات فكرية أوروبية تعاون معها عن تقديرها لما وصفته بـ"التزامه الفكري بالحوار والانفتاح الثقافي".
من جانبها، قالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إن الراحل "أسهم في بناء بيئة فكرية تشجع على الحوار البنّاء وتدعيم قيم التسامح".
يُعد نجيب الحصادي من أبرز الأسماء الليبية في الحقل الفلسفي المعاصر، وامتاز بقدرته على تقديم الفلسفة بلغة واضحة دون تفريط بالعمق الأكاديمي، كما ساهم في نشر الثقافة الفلسفية في ليبيا من خلال مبادرات تعليمية ومساهمات صحفية وأكاديمية.