كلمة ومعنى -حنان عبدالقادر: تكتب -بين الترند والريتش

وسائل التواصل الاجتماعي ذلك العالم الافتراضي الذى أصبح واقعا نتعامل معه بكل تفاصيله فرض عليك نماذج غريبة من البشر ،وقرب إليك أنماط منهم قلما تصادفها فى طريقك ،يوميا تفاجأ بوقائع وتفاصيل حياة بشر جاءوا إليك وأنت جالس فى بيتك،لتكتشف أنماطا غريبة من البشر يختلفون فى سلوكياتهم واتجاهاتهم وأسلوب تفكيرهم، منهم من تتعلم منه وتستفيد من تجاربه، ومنهم من تشفق عليه،والعبرة هنا فى المحتوى الذى يقدمه لك،أدرك أن النقيضيين أمر طبيعى ،لأنها سنة الحياة.

.

الإختلاف، وأنا احترم هذا الإختلاف إذا ماكان في إطاره الطبيعى، لكنك تشعربالاستفزاز إذا ما كان الأمر غير مقبول وغير أخلاقي، واسوق لكم بعض الأمثلة، منذ أيام فوجئنا بإنتشار فيديو يُظهر شابًا يعتدي على فتاة بالركل أثناء سيرها فى محطة الرمل في الإسكندرية، مما أدى إلى سقوطها أرضًا في مشهد صادم ومهين، وتمكنت وزارة الداخلية من القبض عليه وتبين لها أن ثلاثه شباب كانوا وراء الواقعة.

وبالتحقيق معهم، اعترفوا أنهم خططوا لتصوير الفيديو ونشره بهدف زيادة نسب المشاهدات على مواقع التواصل وتحقيق أرباح مالية، مدّعين أن ما حدث كان على سبيل “المزاح”! تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتهمين الثلاثة، وتمت إحالتهم للنيابة ليتلقوا عقابها ،وماتلبث ان تنتهى من هذا المشهد الغير أخلاقي تخرج علينا المعلمة فتاكات وأخواتها لتتحدث إلينا فى السياسة والشأن العام وقانون الإيجارات القديم وتدلى بدلوها بعلم أحيانا وبجهل كثيرا، وتدقق تجد مشاجرات شديدة السخونة بين بعض الشيفات ومن سرق وصفتها ومن انتقدها، ومن أغلق صفحتها التى كافحت من أجلها،ومنهن من جرت الأموال بين يديها تقرر السفر للخارج وتحرص على موافاتنا بكل تفاصيل رحلتها من خلال تصوير كل دقيقة خلال الرحلة التى لاتخلو من الإسفاف وتقديم صورة سيئة نبرأ منها،ومقدمات المحتوى و”الروتين” الممل والذى تظهر صاحبته وهى ترتدى ملابس غاية فى السوء والخلاعة، واخريات،يعرضن الحياة الشخصية من زواج وطلاق ومشاكل يومية بحجة أنها تستشير الناس فى الكومنتات لانها تحترمهم ا ، أصحاب وصفات التخسيس والنحافة، ووصفات نضارة وجمال الجلد والوجه، منتقدو الأوضاع الذين يبثون شائعات وسموم لتكدير الناس، ريفيوهات المنتجات المضروبة والتى يسعى البعض لتسويقها وخداع البسطاء، النصب من خلال منصات بعينها وخداع البسطاء بالمكسب السريع وجنى الأموال بدون بذل أى مجهود، و مدعى الإعلام الذين يطاردون المشاهير في الجنازات والأفراح والإعلام المحترم برىء منهم، للأسف ترجمة المحتوى إلى عائد مادى جعل الكثير يلهث ويتسابق من أجل كسب المال حتى ولو كان الثمن خصوصية بيوت وكسر حاجز الحياء ،والتخلى عن قيم واخلاق ، أنت تشعر أنك فى السيرك القومى تتابع فقرات متنوعة لكنها ليست مفيدة،عبر منصات التواصل تجد ان كل انسان امامه فرصة ان يتحدث ويقول مايريد بغض النظر ان كان تافها أومفيدا ،أنت أمام محتويات يحكمها التنوع والكثرة لتكتشف حقيقة لاتقبل الجدال أن وسائل التواصل الاجتماعي لم تعد عالما افتراضيا، بل أصبحت عالما واقعيا يحكمه الريتش والترند وجنى الأموال، ويبقى وعى المواطن أمراضروريا حتى لايقع فريسة للخداع والنصب ويبقى لزاما عليه مقاطعة أصحاب المحتوى التافه محترفى الترند والريتش قد يعجبك أيضاً هاشتاج:

مصر      |      المصدر: المساء    (منذ: 4 ساعة | 1 قراءة)
.