×

أكاديمية المملكة تعمق البحث في تاريخ حضارة اليمن والتقاطعات مع المغرب

أكاديمية المملكة تعمق البحث في تاريخ حضارة اليمن والتقاطعات مع المغرب

أكاديمية المملكة تعمق البحث في تاريخ حضارة اليمن والتقاطعات مع المغرب

أكاديمية المملكة تعمق البحث في تاريخ حضارة اليمن والتقاطعات مع المغرب
صور: هشام مسلك ليام
الخميس 25 أبريل 2024 - 04:00

اهتمامٌ بحضارة وتاريخ اليمن “تنمية للبحث العلمي” و”تعزيزا لعمق الروابط الأخوية والتاريخية والثقافية” مع المغرب، حضر بأكاديمية المملكة المغربية، في ندوة دولية، انطلقت فعالياتها أمس الأربعاء، ومن المرتقب أن تستمر اليوم الخميس، بتعاون مع سفارة الجمهورية اليمنية.

وتناقش هذه الندوة الدولية قضايا اللغات والآثار القديمة في اليمن، وتراثه الغنائي والموسيقي، وتراثه الحضاري الفكري والمادي، بمشاركة أكاديميين ومتخصصين من المغرب واليمن، وبمحاضرة افتتاحية ألقاها باللغة العربية جان لامبير، الباحث الفرنسي المتخصص في التراث الموسيقي باليمن والجزيرة العربية.

أخوة ثقافية مغربية يمنية

قال عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، إن هذه الندوة الدولية تنظم بـ”تعاون متميز بين أكاديمية المملكة والجمهورية اليمنية”، يستحضر “عمق الصلات التاريخية الأخوية والثقافية واللغوية بين المملكة المغربية والجمهورية اليمنية”، للبحث في “وهج التراث الحضاري اليمني، الذي كان له إسهام كبير في إغناء الحضارة الإنسانية”.

وفي إطار الهيكلة الجديدة للأكاديمية من أجل الإسهام في الأعمال المعرّفة بالموروث الثقافي والحضاري والفني للحضارات الإنسانية والحضارة المغربية، وتعزيز قيم المشترك الإنساني، للإسهام في التقدم العلمي والثقافي، تحدث لحجمري عن منطلق تنظيم مثل هذه اللقاءات العلمية “إيمانا بأن الحضارات ثمرة عبقريات تلاقحت وتدافعت، وتعود إلى أصول مختلفة، ومن الجهل والتجاهل الادعاء بأنها مقصورة على زمن ما أو فئة بشرية معينة، ولكل حضارة ما تقدمه للحضارات الأخرى”.

وتابع مشددا على أنه في زمن الحروب المدمرة للتراث والعولمة المدمرة للهويات تبرز أهمية “الوعي بالهويات المنفتحة المتميزة بأصالة إبداعها وإنسانية انفتاحها وخلود معانيها”، مضيفا: “لست ممن يحدد تاريخا معينا لبناء الحضارات؛ لأنها تراكمات، بنيت على تفاعلات الأخذ والعطاء”، ثم أردف قائلا: “الحضارة اليمنية من أقدم الحضارات (…) وتركت بصماتها في مجرى التراث الإنساني، بنبوغ مهندسيها، وملكاتها، وعطاءاتها”.

وزاد مستحضرا “اليمن والبركة” في تسمية “اليمن السعيد”، و”الحكمة المعبرة المصيبة في الرأي والعمل؛ فالحكمة يمانية”، و”الموقع الاستراتيجي الذي أهلها لتكون مركزا مهما للتجارة العالمية، ونهرا متدفقا بالحضارات الإنسانية، شيد القصور والسدود، وناطحات السحاب، والمآثر”.

ومن بين ما تطرق إليه أمين السر الدائم للأكاديمية “معالم، وقيم الكرامة والحرية وحقوق الإنسان في المجتمع اليمني”، و”أدوار المرأة اليمنية السياسية؛ فيما لا تزال الدعوة إلى الرفع من التمثيلية السياسية مطلبا ملحا في زمننا”، علما أن “انشغال الإنسان اليمني بآلام المجتمع وقضايا حقوقه شهدت بها آثار منقوشة وشفهية”، مع استمرار “النبوغ اليمني” في العصر الحديث في القول الأدبي والفني، والإبداع الشعري والروائي والغنائي والسينمائي.

عز الدين سعيد الأصبحي، سفير الجمهورية اليمنية بالمملكة المغربية، الذي استهل مداخلته قائلا إنه “يصعب الحديث عن اليمن الذي نستذكر حضارته في واقع آخر تماما”، تحدث عن “الإرث المشرق من أرض أول المهد إلى أرض الموحدين والمرابطين”، و”من مهد العروبة إلى رباط الخير”، وعن “رسوخ قوسي المحبة في الجغرافية الممتدة”.

وتابع: “حرص أكاديمية المملكة المغربية على تنظيم هذا اللقاء مع السفارة اليمنية له دلالة نهمة في تعزيز جسور من التواصل الخلاق، لم تنقطع أواصره يوما بين البلدين الشقيقين (…) فأول القوس على مشارف طنجة، وخاتمته في خليج عدن.. ورغم تباعد المكان، فإن البلدين هما الأقرب تاريخا وثقافة وإرثا مشتركا”.

وقدم مثالا على ذلك من “فنون العمارة الطينية واللهجة المتقاربة والمتطابقة حتى، وفي الأزياء والأغاني”، مع استحضاره علاقة البلدين “مثالا في التعاون المشترك والروح الأخوية الصادقة”؛ فـ”المغرب ملكا وحكومة وشعبا معنا، كان واقفا معنا في كل المنعطفات والمحن، واليمن سند للمغرب منذ تحقيق الاستقلال إلى استكمال الوحدة الترابية”، وقدم في هذا السياق مثالا بخطاب علال الفاسي في الأمم المتحدة قبل استقلال المغرب الذي تم ببطاقة على عنوانها اسم “بعثة اليمن”.

ومن بين ما تطرقت له كلمة السفير اليمني “التاريخ المشرق من القواسم المشتركة”، و”الدور المغربي المتعاظم إقليميا ودوليا، ووحدته من طنجة إلى الكويرة، ووجوه الأمازيغ وأغانيهم التي مثل بهجة اليمن”، وتحدث بعيدا “عن سباق الأقدمية”، منتصرا لـ”التكامل الحضاري”، الذي “لا تعيقه عائقة، وتؤكده الأهازيج من جبال الأطلس إلى شواطئ تهامة، والألوان كذلك”.

هذا التشابه أيضا من وجوهه الخلط المتكرر في اليمن بين صوت فنان يمني معروف محليا وبين صوت الفنان المغربي محمد رويشة، وفي تشابه أسماء وأنساب، واستعمال أقوال مثل وصف ما لا يعجب بـ”الهضرة الخائبة”، ووصف كل جميل بـ”غزال”.

وهذه الوقفة البحثية عند التراث الحضاري اليمني ليست “استلابا زمنيا” وفق سفير الجمهورية بل “التفاتة نحو المستقبل والعصر (…) وتعزيز للثقة بقدرات أمتنا التي عاشت مجدا، وهذه نكسة عابرة”؛ فـ”أجمل الأيام تلك التي لم تأت بعد”.

الموسيقى اليمنية

عرّف جان لامبير، المتخصص في العلوم الاجتماعية والتراث الموسيقي اليمني، في محاضرته الافتتاحية، بالتسجيلات الموسيقية التجارية الأولى في عدن، بين سنوات 1935 و1960، في وقت كان فيه اليمن منقسما إلى جزءين.

وتابع: “هذه التسجيلات هي أول توثيق للموسيقى والأغنية اليمنية، وهي تسجيلات تمت في عدن التي كانت مدينة كبيرة للتجارة والثقافة والاقتصاد وكان فيها اختلاط مع الاحتلال البريطاني”.

هذه التسجيلات يستوحي منها الفنانون إلى اليوم موسيقيا، وفق المتخصص؛ وهي “ذاكرة موسيقية لليمن بالدرجة الأولى”، وأولى الشركات التي سجلتها “أوديون” الأجنبية، وهي ألمانية وإنجليزية معروفة عالميا، ثم بعد رحيلها فتحت الباب لشركات تسجيل محلية من قبيل: “شركة التاج العدني” و”شركة جعفرفون”، و”شركة كايافون”.

ومع تقديمه نماذج تسجيلات صارت نادرة اليوم، من بين ما نبه إليه الباحث أن هناك جالية يمنية كبيرة في الهند من أبنائها المغني جمعة خان؛ وهي جالية انتقلت جزئيا إلى إندونيسيا وماليزيا، و”الحضارمة ما زالت لهم علاقات أسرية وثقافية كبيرة”، فهم عائلات تجارة قادتهم إلى الاستقرار بمناطق متعددة.

ونبه المحاضر إلى أن هذا الفن الموسيقي اليمني “مهدد”، رغم كونه “ذاكرة تاريخية”؛ فـ”الأسطوانات صارت نادرة، وصارت تجارة مثل تجارة الآثار، والكثير منها خرج من اليمن، وصارت في مجموعات خاصة أكثرها في أوروبا وأمريكا، ويجب علينا مع زملاء يمنيين أن نجمع المعلومات والتوثيق والتسجيلات لننجيها من الاندثار”.

ووضح لامبير معالم مشروع انطلق قبل أربع سنوات، قام فيه مع باحثين يمنيين “بتوثيق الموجود من القطع الموسيقية في قاعدة بيانات، توثق بمطلع الأغنية، والفنان، وشركة الإنتاج، والمصدر، والمالك (…) وهي قاعدة بيانات قابلة للبحث”.

وزاد: “هذا مشروع كبير لم يكتمل بعد لإنشاء موقع خاص بهذا التراث الثمين؛ ونحاول أن يتعاون معنا عبر الإنترنيت كل الهواة اليمنيين والعرب والغربيين، للمشاركة في توثيق التراث، خاصة بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها اليمن حاليا، ونحاول جعل التكنولوجيا في خدمة التراث”.

‫تعليقات الزوار

10
  • محمد
    الخميس 25 أبريل 2024 - 07:39

    على اكاديمية المملكة التعمق في تاريخ المغربي و تصحيحيه من اديولوجية المشرق ورد الاعتبار له بدل من ضياع الوقت في تاريخ الشعوب الاخرى

  • Marokano
    الخميس 25 أبريل 2024 - 08:03

    اليمن هو أصل الحضارات، حسبما أثبت ذلك الكثير من المؤرخين وعلماء العصر الحديث، بأن اليمن أول حاضرة في شبه الجزيرة العربية، ومنه انطلقت القبائل العربية القديمة، والعرب العاربة، مثل عاد وثمود وطسم وجديس وجرهم والعمالقة وأميم وقحطان وعدنان.
    الحضارة اليمنية: أعظم حضارة على وجه الأرض، لن تتكرر حتى قيام الساعة، انها أقدم من الحضارة الفرعونية والآشورية، والسومرية، والهندية، واليونانية، والرومية، والفارسية، ولا شك بأن تاريخ وحضارة اليمن القديم متميزة عن كل الحضارات وفخر لكل العصور .

  • Abdou
    الخميس 25 أبريل 2024 - 08:18

    La réécriture de l’histoire notre pays et son enseignement passe à priori,c’est plus bénéfique pour les générations futures que de s’intéresser à l’histoire d’autres pays lointains

  • Mc Maroc
    الخميس 25 أبريل 2024 - 08:41

    “يعتبر اليمن من أقدم مراكز الحضارة في العالم القديم، لا يعرف بالتحديد متى بدأ تاريخ اليمن القديم، لكن بعض نقوش حضارة ما بين النهرين، ذكرت (سبأ) في نص (سومري) يعود إلى حوالي 2500 ق.م، أي منذ منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد.”
    وقدر علماء آثار ومستشرقون بان الحضارة اليمنية تعود إلى ما قبل خمسة آلاف عام قبل الميلاد. وقد دلت بعض الدراسات، على إن الحضارة اليمنية سبقت الحضارتين البابلية والفرعونية وتعايشت معهما من خلال التبادلات التجارية، وبناء السدود، والمعابد… الخ

    ومن اشهر ممالك اليمن: (سبأ، حضرموت، قتبان، معين وحمير، وذو ريدان، وحمير…

    ويعود إلى الحضارة اليمنية الفضل في تطوير أحد أقدم الأبجديات في العالم المعروفة بخط المسند وهندسة السدود.

  • حميد الزاهر ف رياض المخا
    الخميس 25 أبريل 2024 - 08:56

    جميل جدا ان يسلط الضوء على جزء ميمون من الكرة الارضية الا وهي اليمن العزيز، وبكل تاكيد لنا ارتباطات معه لان ارض المغرب كذلك ميمونة وضاربة في القدم والحضارة المتميزة الاصيلة. مع الاسف المقاربة لا زالت غير سوية لانها مبية على نظرية الاصل الفريد، وهي حالة مرضية ما زال يتشبث بها البعض، في حين يتعين الارتفاع والسمو الى مقاربات انسية واسعة شاسعة متعددة الاقطاب، احد اقطابها الاصيلة حضارة نيل الغرب (وادي نول) ممتدة عبر الصحراء واثيوبيا (بلاد السود باليونانية) وصولا الى عمان عبر اليمن ثم الى الهند والسند (بلاد الضراويين). وما يجمع هذه المناطق الشاسعة هو المدار (tropic cercle). فاليمن حلقة من سلسلة وليس منطلقا لكل شيء والمغرب ولم يكن فقط منتهى المطاف (او المسكب كما ادعى احد منظري الاستعمار الفرنسي وما يزال يظن بعض منظري المركزية الاثنية العروبية).

  • MOROCCO-MANN
    الخميس 25 أبريل 2024 - 08:59

    لا أحد له الحق في منعنا
    من تسليط الضوء على حضارة أشقاؤنا في اليمن السعيد
    أو ARABIA FELIX حسب الرومان
    وفقًا لبعض المؤرخين اليمنيين:« فإن هذا اللقب (يقصد اليمن السعيد) – أطلقه القائد الاسكندر المقدوني لأنه فشل وعجز ويئس من غزوها, وكان الرومان يسمونها (العربية السعيدة) – وكذا أسماها (فون هافن) المؤرِّخ العالمي في رسائله بالفرنسية, ويقول «كوركيل هانسن»: «كل شيء حتى ذلك الوقت كان يدل على أن أرض اليمن تهاون الكثيرون في اكتشافها لأول مرة في تاريخها».

    أما بعض المؤرخين فأرجعوا القصة لـوجود سد مأرب وخصوبة أراضي اليمن وجودة أراضيها بالإضافة لوجودها على يمين الكعبة، وهو ما دفع البعض لتسميتها بذلك فقد كانت خير أرض العرب من الخضرة والأراضي .

  • بلي محمد البيضاء المملكة المغربية
    الخميس 25 أبريل 2024 - 11:37

    هل تسمحون بوضع كلمة رقيقة جد ا جد ا شكرا لكم قراءة التاريخ شيء مهم بل واجب فالمملكة عقلية متفتحة وواسعة من الداخل اليمن بلد عربي يد طويلة في التاريخ وذكر أسمه في الكتاب الكريم السماوي بين قوسين ملكة سبأ وسليمان والهدهد الشجاع فالموضوع فني وثقافي وتاريخي شكرا ثانية

  • ayt MAzigh
    الخميس 25 أبريل 2024 - 13:33

    شيء جميل أن نعيد اكتشاف حضارات وثقافات إنسنية مختلفة، ونستفيد من قيمها الكلية النبيلة.. لكن، هل انتهت أكاديمية المملكة المغربية من إعادة قراءة تاريخ وحضارة المغاربة الأقدم حسب لقى جبل إيغود ونقوش صخور الالصحراء وسهول الأطلسي، وحسب لغاتهم الأصيلة الشاهدة على نظرة عبقرية فريدة للعالم ، هل انتهت الأكاديمية من البحث العلمي في الكنوز المجهولة لهذا الزخم الممتد عبر تاريخ المغاربة التليد حتى تجد وقتا إضافيا وإمكانيات كافية لدراسة حضارات أخرى أشبعتنا المدرسة المغربية حكايات عنها يختلط فيها الخرافي والعجائبي..؟؟؟

  • متشائم
    الخميس 25 أبريل 2024 - 18:21

    لما وجدت الفرنسي يستشهد بعلال الفاسي الذي هو سبب كل ما يتخبط فيه المغرب اليوم عرفت انه يغرد خارج السراب وضد العلم والاركيولوجيا وكل العلوم الحقة فعلال الفاسي وفرنسا الاستعمارية وجهان لعملة واحدة ؟؟لكن عقلية القطيع المستحمر في غفلة فما يعاني منه الشعب اليمني الاصيل الجريح عانى منه ايضا اشعب الشمال يفريقي الامازيغي من طمس هويته من طرف فرنسا ومن طرف القومية البعثية العروبية الشوفينية العنصرية

  • مواطن غيور
    الجمعة 26 أبريل 2024 - 12:52

    هل أكاديمية المغرب أكاديمية المملكة المغربية أو أنها اتحاد أكاديميات شبه الجزيرة العربية و الأندلس و الشام و العراق و فرنسا . ؟

صوت وصورة
أكاديمية المملكة وتصنيف الأديب الإفريقي
الخميس 16 ماي 2024 - 23:30

أكاديمية المملكة وتصنيف الأديب الإفريقي

صوت وصورة
اختناق تلاميذ في البيضاء
الخميس 16 ماي 2024 - 23:10

اختناق تلاميذ في البيضاء

صوت وصورة
أُسر "ضحايا ميانمار"
الخميس 16 ماي 2024 - 21:10 1

أُسر "ضحايا ميانمار"

صوت وصورة
تصنيف الأدباء الأفارقة
الخميس 16 ماي 2024 - 20:34

تصنيف الأدباء الأفارقة

صوت وصورة
"الجيل الأخضر" ودعم الفلاحة التضامنية
الخميس 16 ماي 2024 - 18:00 7

"الجيل الأخضر" ودعم الفلاحة التضامنية

صوت وصورة
أخنوش يتلو خطاب الملك إلى القمة العربية
الخميس 16 ماي 2024 - 16:52 1

أخنوش يتلو خطاب الملك إلى القمة العربية

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 3 أسابيع | 5 قراءة)
.