قيادي لحماس لـ(الزمان):أمريكا شريك فيما يحدث في رفح
القدس- القاهرة- مصطفى عمارة – الرياض- الزمان
وصل وفد مصري الجمعة إلى إسرائيل بحسب قناة القاهرة الإخبارية القريبة من الاستخبارات المصرية في محاولة لإحياء المفاوضات حول هدنة في قطاع غزة مرتبطة بالإفراج عن رهائن، في حين يعد الجيش الإسرائيلي لهجوم على رفح.
ونقلت قناة القاهرة المصرية عن مصدر رفيع المستوى قوله إن الوفد «يضم مجموعة من المختصين بالملف الفلسطيني لمناقشة إطار شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة».
وكشف مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أن وفدا من المخابرات المصرية وصل الجمعة إلى إسرائيل لإقناع الجانب الإسرائيلي بتأجيل العملية الإسرائيلية في رفح أو إلغائها انتظارا لنتائج الجهود المصرية الدبلوماسية للتوصل إلى إتفاق للهدنة طويل المدى وصفقة لتبادل الأسرى ببن حماس وإسرائيل.
واضاف المصدر أن مصر رفضت طلبا إسرائيليا لترحيل قادة حماس المتواجدين بالقاهرة لأن تواجدهم ضروري لاستمرار الوساطة المصرية بين حماس وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق وكشف المصدر أن المعلومات التي حصلت عليها المخابرات المصرية أن عملية ترحيل الفلسطينيين إلى المنطقة الآمنة التي حددتها إسرائيل في خان يونس ستستغرق حوالي أسبوعين كما أن العملية الإسرائيلية في رفح قد تستغرق حوالي ستة أسابيع وأن مصر حريصة على استمرار عمل معبر رفح في حالة حدوث أي عملية إسرائيلية لضمان استمرار دخول المعونات الغذائية إلى أهالي رفح باعتبارها قضية تمس الأمن القومى المصري، ونفى المصدر الأنباء التي رددتها جهات معادية لمصر بإدخال مساعدات غذائيه فاسدة إلى قطاع غزة مؤكدا أن إدخال المساعدات الغذائية يخضع لرقابة مشددة من جانب الجهات المختصة التي تقوم بفحص المساعدات التي يتم إدخالها وفي السياق ذاته أتهم زاهر جبارين عضو المكتب السياسي لحركة حماس في تصريحات خاصة للزمان الولايات المتحدة بالتواطؤ مع إسرائيل في عملية رفح فهي تدعي الحيادية في تلك القضية ولكنها تقوم بإرسال الأسلحة إلى إسرائيل لقتل الشعب الفلسطيني .
وأضاف أن حركة حماس أعدت العدة ووضعت الخطط اللازمة لمواجهة أي هجوم إسرائيلي في رفح فيما شن إعلاميين موالين للنظام المصري هجوما شرسا على حركة حماس متهمين إياها بالتواطؤ مع النظام الإيراني لتوريط مصر في حرب مع إسرائيل من خلال تهديدات قادتها باقتحام معبر رفح بالقوة بدعوى إنهاء الحصار على الشعب الفلسطيني مؤكدين أن حركة حماس أضرت بالقضية الفلسطينية ومكنت إسرائيل من احتلال غزة.
ومن ناحية أخرى كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان أن اتصالات مصرية تركية تجري لتحديد موعد لزيارة الرئيس المصري لتركيا وأكد المصدر أن مصر تعول على تلك الزيارة ليس فقط على المستوى الاقتصادي والذي يشهد نموا مطردا ولكن أيضا على المستوى السياسي خاصة في ظل تقارب القيادة التركية مع حركة حماس وزيارة هنية لتركيا وأنباء عن احتمال زيارة قيادات من حماس لتركيا فضلا عن علاقاتها بإسرائيل .
وقتل ما لا يقل عن 51 شخصا في 24 ساعة في قطاع غزة حتى صباح الجمعة، على ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس. وقال مراسل لوكالة فرانس برس إنه شهد الجمعة إطلاق صواريخ على منزل في مدينة غزة أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى.
وتترافق الحرب مع تصعيد كبير عند حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة مقتل مدني.
توازيًا، يستعدّ الجيش الإسرائيلي لشنّ هجوم برّي على رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، التي يعتبرها رئيس الوزراء الإسرائيلي آخر معقل كبير لحركة حماس.
ويُعرب عدد كبير من العواصم الأجنبيّة والمنظّمات الإنسانيّة عن الخشية من سقوط أرواح بشريّة كثيرة في حال نفّذت إسرائيل هجومها على المدينة الواقعة في جنوب القطاع الفلسطيني المحاصر والتي تكتظّ بأكثر من 1,5 مليون شخص، غالبيّتهم نازحون.
وعلى صعيد زيارة الوفد الآتي من مصر، كان مسؤول إسرائيلي لم يكشف عن اسمه قال إن «مواضيع أمنية» ستناقش معه من دون كشف تفاصيل إضافية.
فيما يُنتظر أن يصل في نهاية الأسبوع مسؤولون كبار عرب وأوروبيون إلى العاصمة السعودية الرياض لحضور الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي والمشاركة في لقاءات أخرى بشأن الحرب في غزة، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية الجمعة.
ويُتوقع أن يبدأ الأحد الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يمتدّ على يومين ويُظهر جدول أعماله الرسمي مشاركة وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر وتركيا.
ومن المقرر أن تعقد الاثنين جلسة تتمحور حول حرب غزة على أن يشارك فيها رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمد مصطفى ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ومنسّقة الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في غزة سيغريد كاغ. وسيكون وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه من بين المسؤولين الأوروبيين الذين يزورون الرياض خلال المنتدى لعقد محادثات بشأن الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي بين حركة حماس وإسرائيل.
وقال مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس الجمعة إنه «من المقرر عقد محادثات في الرياض مع نظراء (سيجورنيه) الأوروبيين والأميركي والإقليميين بشأن غزة والوضع الإقليمي».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان في مؤتمر صحافي أسبوعي الجمعة، إن «الوزير سيزور لبنان السبت والأحد، ثمّ السعودية في بداية الأسبوع المقبل، وبعدها إسرائيل والأراضي الفلسطينية».
وبحسب المتحدث، هناك عدة أهداف لرحلة سيجورنيه هي العمل على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، و»التشديد مرة جديدة للإسرائيليين على معارضتنا الصارمة لهجوم على رفح».
وتصل وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الاثنين للقاء مسؤولين بمن فيهم كاغ ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وفق ما أفاد متحدث باسم الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر.
وقال فيشر في مؤتمر صحافي في برلين الجمعة «ستتضمن الزيارة العمل على العديد من النقاط الشائكة المختلفة للأزمة في الشرق الأوسط وخفض التصعيد وإحراز تقدم نحو مستقبل سلمي».
وأضاف «كما تعلمون جميعاً، فإن لدول الخليج أيضًا دورًا مهمًا تلعبه هنا».
وتقود قطر التي تستضيف مكتبًا سياسيًا لحماس منذ 2012 بمباركة واشنطن، جهود وساطة مع مصر والولايات المتحدة، للتوصل إلى هدنة في غزة والإفراج عن رهائن إسرائيليين محتجزين في القطاع مقابل تحرير أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. لكن المفاوضات متعثّرة راهنًا.