ظل قطب المنتجات المجالية مقصدا لعموم الزوار طيلة أيام المعرض الدولي للفلاحة بمكناس (سيام 2024 SIAM) التي وصلت إلى نهايتها أمس الأحد، حيث شكل مساحة للتعرف على ما تنتجه جبال المملكة وسهولها من خيرات تصلح للاستهلاك الغذائي على الخصوص، إلى جانب تلك التي يعاد توظيفها في إعداد مستحضرات التجميل.
ورغم وصول ثمن الغرام الواحد منه إلى 35 درهما وتأثره سلبا بتقلبات المناخ، إلا أن ذلك لم يمنع منتوج الزعفران من التواجد ضمن المعرض الدولي للفلاحة الذي بلغ دورته السادسة عشرة، وهو المنتوج الذي تتم زراعته بمناطق محدودة في المغرب، أساسا “سوس-ماسة” و”درعة-تافيلالت” و”بني ملال-خنيفرة”.
وبقدومها من هذه المناطق المحددة، سعت التعاونيات والمجموعات ذات النفع الاقتصادي إلى ضمان أكبر عدد من مقتني هذا المنتوج المجالي، خصوصا الذين يقتنونه لأول مرة، وهو ما تأكد نجاحها فيه بعد أن تم “تسويق كميات مهمة من الزعفران خلال الأيام المعدودة للمعرض”.
وكشف العارضون، في تصريحات لهسبريس، أن “الإنتاج الوطني من الزعفران بات اليوم متطورا بفعل المجهودات التي بذلت من طرف الجهات الوصية على القطاع، إذ تم تجاوز إشكالية التسويق التي كانت مطروحة”، مشددين على “ضرورة تكثيف الاستثمارات بخصوص هذا النشاط المجالي”.
في هذا الصدد، قالت ربيعة مرزوق، رئيسة “التعاونية الفلاحية النسوية سكينة” بجماعة تاليوين بسوس ماسة، إن تعاونيتها “تشتغل أساسا على إنتاج وتسويق الزعفران الحر، فضلا عن المنتجات التي تشتق منه، خصوصا التجميلية منها”.
ولفتت مرزوق، في تصريح لهسبريس، الانتباه إلى أن “ثمن الزعفران اليوم مستقر في 35 درهما للغرام الواحد، وهذا الأمر تساهم فيه قلة المنتوج الذي يزرع خصوصا في تاليوين وتازناخت”، مبينة أن الإنتاج الإجمالي السنوي يصل تقريبا إلى 6 أطنان، مضيفة أن “سعره مرتبط أساسا بقيمته وطريقة إعداده التي تنطوي في شموليتها على نوع من المشقة التي يتكبدها المنتجون”.
وذكرت المتحدثة أن “الزعفران ذو قيمة غذائية مرتفعة، ولذلك يقبل المواطنون على اقتنائه إلى جانب باقي المنتوجات المجالية الأخرى، ويشكل ذلك تحفيزا لمجهودات عدد من التعاونيات، خصوصا بالمناطق الجبلية”، لافتة إلى أن هذا المنتوج أصبح اليوم يدخل أيضا ضمن المنتجات الخاصة بالتجميل.
وأقرت رئيسة التعاونية الفلاحية النسوية سكينة بأن “منتوج الزعفران يتطور اليوم بشكل جيد بفعل مجهودات الوزارة الوصية على القطاع، بعد أن كنا في وقت سابق نعاني من مشاكل في التسويق”، مشيرة إلى وجود “إقبال مهم على اقتناء هذا المنتوج بفضاء معرض الفلاحة”.
ولفهم أفضل لطبيعة حضور مادة الزعفران بقطب المنتجات المجالية ضمن “سيام 2024″، زارت هسبريس الرواق الذي تشغَلُه تعاونية “أمكار” التي تنشط بزاوية أحنصال بإقليم أزيلال، حيث قالت مريم، عضو بالتعاونية ذاتها، إن “خلْق هذه المنشأة جاء أساسا لكون هذا المنتوج الطبيعي لم يكن يُستغلُّ بطريقة من شأنها المساهمة في خلق فرص الشغل، في وقت وصلنا اليوم إلى مستويات مهمة في الإنتاج”.
مريم أكدت لهسبريس “وجود إقبال مهم على اقتناء هذه المادة المجالية بمعرض الفلاحة بمكناس، إذ تم التمكن من بيع الكميات المعروضة بالرواق، مما يعكس النمو المشهود في التسويق على الرغم من الغلاء”.
ولم يفت المتحدثة الإشارة إلى الإكراهات التي تواجهها زراعة الزعفران، وعلى رأسها استمرار موجة الجفاف، موردة أن “الزعفران يحتاج إلى كميات معتبرة من المياه خلال فترات محددة من السنة”، داعية إلى “تكثيف الاستثمارات في هكذا نشاطات لكونها تشكل مصدر دخل لعدد من اليد العاملة”.
اغلب الزعفران المباع في المغرب هو الإيراني الرخيص و تستفيد فئة صغيرة من ترويج المغالطات للاستمرار في تجارتها الفلاح البسيط لا يستفيد شيئا و 35 dh للغرام لا توجد في الأسواق