اسرار سياسية:

أقدمت مليشيا الحوثي على إنهاء المرحلة الأولى من عملية استبدال شاملة لحفاري القبور في العاصمة المختطفة صنعاء، حيث تم طرد عدد كبير من العاملين الذين كانوا يعتمدون على هذا العمل في معيشتهم اليومية، واستبدالهم بعناصر تابعة لجهاز الأمن والمخابرات الحوثي المستحدث.

ووفقاً لمصادر مطلعة جرى اختيار الحفارين الجدد بعناية من بين أفراد هذا الجهاز الأمني، ضمن خطة أمنية تهدف إلى الهيمنة الواسعة، مما عزز المخاوف من أن تتحول هذه المواقع إلى بؤر عسكرية وأمنية مغلقة تابعة للمليشيا.

وأعرب مراقبون عن خشيتهم من أن تكون هذه الإجراءات تمهيداً لاعتماد أساليب تصفية الضحايا سراً، عبر دفن بعض القتلى دون علم ذويهم، في ظل تكتم متزايد تفرضه المليشيا على تلك المواقع؛ كما يُعتقد أن الجماعة تسعى إلى استغلال المقابر لأغراض عسكرية وأمنية خاصة بعد الغارات الجوية الأمريكية التي استهدفت مواقع مشبوهة في محيط بعض المقابر بالعاصمة.

وتعكس هذه الخطوة تصعيداً لافتاً في سياسات الحوثيين الأمنية الرامية إلى إحكام قبضتهم على جميع تفاصيل الحياة العامة والخاصة، بما في ذلك الأماكن التي من المفترض أن تحظى بأعلى درجات الخصوصية، وسط مؤشرات متزايدة على مضي الجماعة الإرهابية في عسكرة شاملة للمجتمع.