إنكلترا تشهد الشهر الأكثر حراً في تاريخها
جنيف- لندن – الزمان
أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الثلاثاء أنّ العالم سيضطر إلى التأقلم مع موجات الحر، في حين تشهد أجزاء من أوروبا درجات حرارة مرتفعة في مطلع فصل الصيف.
وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنّ على الناس أن يتوقعوا في المستقبل موجات حر أكثر تواترا وشدّة بسبب التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري.
وأشارت المتحدثة باسم المنظمة كلير نوليس إلى أنّ شهر تموز/يوليو كان تقليديا الشهر الأكثر حرا في العالم في النصف الشمالي للكرة الأرضية، لكن تسجيل موجات شديدة في هذا الوقت المبكر من الصيف يبقى أمرا استثنائيا على رغم أنه ليس غير مسبوق.
وأضافت في مؤتمر صحافي في جنيف أنّ الحرارة الشديدة «تُسمّى على نطاق واسع القاتل الصامت»، لا سيما أنّ الإحصاءات الرسمية لا تعكس عدد القتلى جراءها بشكل كامل، على عكس ظواهر مناخية أخرى مثل الأعاصير. ورأت نوليس أنّ «كلّ وفاة بسبب الحر لا داعي لها… لدينا المعرفة ولدينا الأدوات ويمكننا إنقاذ الأرواح».
)فيما شهدت إنكلترا شهر حزيران/يونيو الأكثر حرّا منذ بدء تدوين درجات الحرارة اليومية سنة 1884 مع متوسّط حرارة بلغ 16,9 درجة، بعد ربيع كان الأكثر دفئا، وفق ما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الثلاثاء.
وجاء في بيان صادر عن الهيئة أنه ثاني شهر حزيران/يونيو الأكثر حرّا في عموم بريطانيا منذ 2023 «مع موجتي حرّ وحرارة مرتفعة في نهاية الشهر».
وأوضحت المتحدثة الأممية أنّ الحرّ الذي تشهده أوروبا ناجم عن نظام ضغط جوي مرتفع حاد. وقالت «هذا الأمر يؤدي إلى احتجاز الهواء الساخن الآتي من شمال إفريقيا فوق المنطقة، ويسبب ذلك تأثيرا كبيرا على ما نشعر به وكيف نتصرف». ويبقى أحد العوامل الرئيسية لموجة الحر، درجات حرارة سطح البحر الاستثنائية في المتوسط.
وأوضحت نوليس أنّ هذا الأمر «يعادل موجة حر برية. يشهد البحر الأبيض المتوسط حاليا موجة حر بحرية شديدة، وهذا يميل إلى تعزيز درجات الحرارة القصوى فوق المنطقة البرية».
وقالت المنظمة العالمية إنّ التحذيرات المبكرة وخطط العمل المنسّقة أمران حاسمان لحماية السلامة العامّة.
كما أشارت إلى أنّه «نتيجة للتغير المناخي الناتج عن النشاط البشري، أصبحت درجات الحرارة القصوى أكثر تواترا وشدّة. وهذا أمر علينا أن نتعلّم التعايش معه».
وأضافت «ما الذي يمكن أن نتوقعه في المستقبل؟ المزيد ممّا يحدث، بل أسوأ منه».
الى ذلك، أكد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أن فرقه حشدت قواها على امتداد القارة لمساعدة الناس في ظل موجات الحر.
وقال المتحدث باسم الاتحاد توماسو ديلا لونغا إن «المتطوعين يوزعون المياه ويطمئنون الى المجموعات الضعيفة بما يشمل المشردين والمسنين والعاملين في الهواء الطلق».
ورأى أنه «ليس من الضروري أن تكون الحرارة الشديدة كارثة، المعرفة والاستعداد والتحرك المبكر تحدث فرقا».