مكالمة ماكرون ولهو الصغار

مكالمة ماكرون ولهو الصغار

مكالمة ماكرون ولهو الصغار - RT Arabic

مباشر
أين يمكنك متابعتنا

أقسام مهمة

Stories

37 خبر
  • الدقيقة 91
  • إسرائيل توسع عملياتها في غزة
  • العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
  • الدقيقة 91

    الدقيقة 91

  • إسرائيل توسع عملياتها في غزة

    إسرائيل توسع عملياتها في غزة

  • العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

    العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

  • فيديوهات

    فيديوهات

مكالمة ماكرون ولهو الصغار

دعت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الاتحاد الأوروبي ودول "الناتو" إلى التعليق على مكالمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم أمس.

مكالمة ماكرون ولهو الصغار
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (صورة أرشيفية) / RT

جاء ذلك في تعليق زاخاروفا على المكالمة التليفونية التي جاءت بعد 1024 يوما من آخر مكالمة بين الرئيسين، واستمرت لمدة ساعتين، في حديث لها على إذاعة "سبوتنيك" صباح اليوم.

وتابعت زاخاروفا: "ننتظر أيضا تعليقا من السفارة الفرنسية، فعندما تبدأ الاتهامات ضد بلادنا يجيدون الكلام، أما الآن لعلهم يعلقون على الأمر الواقع، يرجى التعليق من الجانب الفرنسي وإخبارنا عن دوافع وسبب المكالمة الآن بالتحديد".

بالطبع، نقل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نظيره الفرنسي ماكرون الموقف الروسي الثابت بشأن الأزمة الأوكرانية، المتمثل في إزالة جذور الأزمة، التي لا تعود فقط إلى انقلاب عام 2014، وإنما إلى خطط السياسة الخارجية لحلف "الناتو" بالتمدد شرقا منذ تسعينيات القرن الماضي.

كذلك أكد الرئيس الروسي على الاستناد إلى الواقع على الأرض اليوم، وليس الحديث عن آمال وأمنيات غير واقعية.

حتى هنا، ويبدو وكأن الرئيس الفرنسي اتصل، سواء بمبادرة شخصية، أو باتفاق مع زملائه في "الناتو" أو في الاتحاد الأوروبي، من أجل جس النبض في الشأن الأوكراني، لا سيما وأن الوضع على الجبهة يسير لصالح روسيا منذ فترة، وربما يريد الأوروبيون إنقاذ ما يمكن إنقاذه، أو شيئا من هذا القبيل.

لكن الأمين العام لحلف "الناتو" مارك روته كان قد أعلن وأكد على أن دعم أوكرانيا ومساعدات أوكرانيا مستمرة من أوروبا حتى وإن توقفت إدارة ترامب عن ذلك.

فالأمن الأوروبي على المحك، ومن الأفضل "التضحية بأبناء الشعب الأوكراني" بدلا من التضحية "بأبنائنا"، أو هكذا تبدو السردية للمتفرج.

لكن جزءا من المكالمة كان مخصصا للملف الإيراني، وتحديدا النووي!

فقد أقر البرلمان الإيراني قانونا يعلق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويمنع رئيسها رافائيل غروسي من دخول البلاد.

وقد أعلن المسؤولون الإيرانيون صراحة عن خططهم لمتابعة تخصيب اليورانيوم، فيما لا يعرف أحد اليوم، ولن يعرف (بما أن العلاقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية قد قطعت أو علقت) أين يوجد مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، والذي يقدره الخبراء بـ 400 كيلوغراما، يمكن نقلها باحتياطات ولو حتى في سيارات صغيرة على سبيل المثال لا الحصر!

وما هي نوايا إيران الآن؟ وهل ترغب إيران أيضا في الخروج من معاهدة الحد من الانتشار النووي؟ وهل تغيرت فتوى المرشد الإيراني علي خامنئي بعدم جواز صنع القنبلة الذرية بعدما تعرضت له البلاد من خطر وجودي يهدد وحدتها وسيادتها على أراضيها؟

كلها أسئلة لم يتكلف السيدان نتنياهو أو ترامب عناء التفكير فيها ولا في تداعياتها ولا في مستقبل المنطقة والعالم عقب الهجوم الإسرائيلي والضربة الأمريكية.

ويكفي لنا أن نعيد قراءة الجغرافيا والتاريخ لنعرف أن مساحة دولة إيران تبلغ 1.648 مليون كيلومتر مربع، أي ما يقترب من مساحة أوروبا الشرقية، وثلاثة أضعاف مساحة فرنسا، وأقل قليلا من ثلاثة أضعاف مساحة أوكرانيا، وتعداد الجمهورية الإسلامية يبلغ نحو 90 مليون. ومساحة إسرائيل 22 ألف كيلومتر مربع وتعداد سكانها 9 مليون (بينهم نحو 2 مليون عرب 48).

ولا حاجة لنا للحديث عن التاريخ الإيراني الذي يعود شأنه شأن حضارات المنطقة إلى آلاف السنين قبل الميلاد، بينما تعرضت البلاد إلى غزو شعوب وأمم كثر، لكنها بقيت وبقي شعبها وأمتها وحضارتها، فيما يشي بأن الأمر سيظل كذلك بصرف النظر عن مناوشات بعض الدول حديثة العهد.

أما أوهام وآمال وأحلام "دادي" ترامب كما أطلق عليه أمين حلف الناتو مارك روته، و"بيبي" نتنياهو بشأن القضاء على البرنامج النووي الإيراني، فإنها فيما يبدو، وفيما يظهر من تقارير حول الضرر الذي أحدثته الضربات الأمريكية، والذي أصبح من المستحيل التوصل إلى حقيقته على الأرض، عقب تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ليست سوى للاستهلاك المحلي.

لقد فقدت إيران في الأحداث الأخيرة أكثر من 10 علماء من رواد حقل الطاقة الذرية في البلاد، وترى إيران أن السبب وراء ذلك في المعلومات التي وصلت إلى الموساد، ويعتقد أنها وصلت من خلال بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعلى رأسها رافائيل غروسي.

اليوم، تعود أوروبا إلى روسيا كي تحاول التأثير على شريكتها إيران، من أجل العودة إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والسماح بالمفتشين بإعادة الكرة، وتسريب المعلومات إلى من يريدون من حلفائهم، إلا أن روسيا هي الأخرى ليست شديدة الحماس بهذا الصدد لما تعانيه من انحياز للوكالة لصالح الغرب، وعدم الإعلان عمن يكيل الضربات لمحطة زابوروجيه للطاقة النووية في أوكرانيا، حيث ترى روسيا أن أوكرانيا تقوم بألعاب خطيرة حول المحطة، وهو ما يضعها، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا وتضم 6 مفاعلات نووية، في خطر داهم يهدد القارة الأوروبية بأكملها.

يأتي ماكرون الفرنسي، الذي يدرك من واقع تاريخ دولته وجغرافيتها أن اللعب في الشرق الأوسط على النحو الذي يمارسه نتنياهو وترامب هو لهو بأعواد الثقاب أمام براميل من البارود قابلة للانفجار في أي لحظة. إلا أن ما تلهو به هذه الدول حديثة العهد (إسرائيل والولايات المتحدة) لا يؤثر فقط على منطقة الشرق الأوسط، وإنما على العالم بأسره، وهو التعريف الدقيق لما يسمى بـ "لهو الصغار" الذي طالما حذرت وتحذر منه الصين وروسيا.

محمد صالح

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

التعليقات

"معاريف": الطيارون المكلفون باعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية تخلصوا من فائض الذخائر فوق غزة

"رويترز" نقلا عن مصادر: الجيش الإيراني أجرى استعدادات لزرع ألغام في مضيق هرمز

هل يبدأ التطبيع مع إسرائيل من "أرض النقاء"؟ (فيديو)

منوعات      |      المصدر: روسيا اليوم    (منذ: 21 ساعة | 1 قراءة)
.