تتويج دولي لكشف أثري بالخميسات

تتويج دولي لاكتشاف أثري نواحي الخميسات بجائزة أركيولوجية هي “أنتيكويتي برايز” (جائزة العصور القديمة) لسنة 2025، نظرا لإسهامه في فهم فترة ما قبل تاريخية “فهمها ضعيف”.

يتعلق الأمر باكتشاف أثري مغربي بريطاني إيطاليّ لـ”أكبر وأقدم مركب زراعي تم توثيقه في إفريقيا خارج وادي النيل”، أعلن وجوده بقرية واد بهت بالقرب من مدينة الخميسات، ويعود إلى الفترة المتراوحة بين 3400 و2900 سنة قبل الميلاد، وقد نُشرت نتائجه في المجلة الإنجليزية المرموقة “Antiquity”، بعدما جمع التنقيب والفحص والدراسة المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، ومعهد ماك – دونالد للأبحاث الأثرية بجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، والمعهد الإيطالي لعلوم التراث الثقافي في إيطاليا.

ووفق ما توصلت به هسبريس فإن يوسف بوكبوط، عالم آثار أستاذ بمعهد الآثار والتراث بالرباط، قال: “إن هذا الاعتراف الدولي رفيع المستوى يطمئنني شخصيا، ويثبت مرة أخرى دينامية، وجدية، وقيمة الخبرة المغربية في مجال البحث الأركيولوجي، بشكل ملحوظ في فترة ما قبل التاريخ”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} ووضّح عالم الآثار أن هذا البرنامج البحثي في وادي بهت، الذي افتتحه سنة 2005، قد تطلّب “عشرين سنة من الالتزام” من أجل الوصول إلى “هذا التكريس”.

وتبرز أهمية هذا المستجدّ الأثري المعلنة نتائجه السنة الفارطة 2024 لكون “ما يزيد عن قرن من الأبحاث الأثرية كان لغزها الكبير وراء عصور ما قبل التاريخ في البحر الأبيض المتوسط يتعلق بالغياب الواضح للمواقع الأثرية التي تؤرخ للفترة الزمنية الممتدة من الألفية الرابعة إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، على طول سواحل شمال إفريقيا، على النقيض من الديناميكية الكبيرة والتطورات الاجتماعية والثقافية الهامة التي ميزت الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط التي أدت إلى ظهور ما تسمى المواقع الضخمة المحصنة من العصر النحاسي الأيبيري”.

وكشفت آثار التنقيب بـ”موقع واد بهت في المغرب” أن “هذه الفجوة المعرفية لا ترجع إلى نقص في الأدلة الأثرية، بل إلى الاهتمام المحدود الممنوح حتى الآن لهذه المناطق، وعلى وجه الخصوص لهذه المراحل التاريخية”.

ووضّح الاكتشاف الذي عرف تعاون فرق بحثية من المغرب وبريطانيا وإيطاليا “دور المغرب الكبير في تطور المجتمعات في منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا”؛ بعدما كشفت التنقيبات “وجود مركب زراعي واسع النطاق يمتد على مساحة تقارب عشرة هكتارات (…) يعود إلى العصر الحجري الحديث المتأخر، وهو فترة زمنية كانت المعلومات عنها شبه منعدمة في شمال غرب إفريقيا”.

بالتالي يوفّر هذا الموقع، وفق دراسته المنشورة في المجلة العلمية “أنتيكويتي”، “رؤى جديدة حول استيطان المغرب الكبير بين الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد، ويعزز فهمنا للدور الحيوي الذي لعبته هذه المنطقة في تاريخ البحر الأبيض المتوسط”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 23 ساعة | 1 قراءة)
.